الأخوة ليست مجرد علاقة قرابة ناتجة عن أم وأب أو أحدهما أو حتى بالرضاعة، بل هي رابطة تنشأ من التقارب بين شخصين في المحبة والاحترام، وفي التفكير والاعتقاد. قال الله تعالى:
(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران: 103].
الأخوة في الدين من أقوى الروابط وأصلحها وأشدها ثباتًا واستمرارية. فهي لا تضعف أمام المغريات أو المصالح المادية أو المراكز الاجتماعية والهالات الإعلامية.
إنها المحبة الصادقة التي أكدت السنة النبوية أهميتها ومكانتها العظيمة. ففي الحديث الشريف:
“مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” [رواه مسلم].
العلاقات في الإسلام هي الأصل لكل محبة تنشأ بين شخصين، لما تتسم به من إخلاص وصفاء، يظهر على الوجوه بشاشةً وابتسامةً وتسامحًا ورحمة.
أما الأخوة المبنية على المصالح المادية أو الصداقات التي تقوم على أهداف دنيوية محدودة، فإنها غالبًا ما تضعف أمام الرغبات وتفقد بريقها سريعًا. وإن استمرت، فهي لا تخلو من الكدر والضعف في معظم الأحوال، لكون جذورها سطحية ومتأثرة بالمصالح والعواطف العابرة.
✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات