الثقافية

الكبر والتكبر 

الكبر والتكبر 

✍🏼 ابراهيم النعمي 

نهانا ديننا الحنيف عن الكبر والتكبر على خلق الله :

قَالَ الله تَعَالَى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )

 

وقال تَعَالَى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)

 

 وعن عبدِ اللَّهِ بن مسعُودٍ رضي الله عنه عن النبيِّ ﷺ قَالَ: لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مَنْ كِبرٍ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُه حَسَنًا، ونعلهُ حَسَنَةً؟ قَالَ: إِنَّ اللَّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ: بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ رواه مسلم.

 

ولنا في هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة عبرةوعظة وتحذرنا من التَّكبر والخيلاء والعُجب.

 

وليعلم الجميع ان لا غنى يدوم ولاصحة تدوم ولافقر يبقى فالصحة تذهب والغنى يزول والفقير يغنيه الله والمريض يشفيه الله 

فعلى المؤمن أن يحذر أن يعجب بعمله، أو نفسه، أو أن يتكبر على إخوانه.

 

فعلى المسلم ان يتحلى بالأخلاق الفاضلة وان يكون محسنا وكريمًا وحليمًا  

وكما ورد في حديث ابن مسعود: يقول ﷺ: لا يدخل الجنةَ مَن كان في قلبه مثقالُ حبَّة خردلٍ من كبر

ولنا في القصة التالية عبرة وعظة عن نهايةالكبر والتعالي عن الناس.

 

يحكى أن سليل ملوك اليمن، وائل بن حجر الحضرمي، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنًا إسلامه، وكان صلى الله عليه وسلم قد قال لأصحابه قبل وصول وائل: «يأتيكم بقية أبناء الملوك»!.. فلما أتى وائل رحّب به النبي صلى الله عليه وسلم وأدناه، ثم أعطاه أرضًا نظير ما ترك خلفه من المُلك والزعامة، وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان ليدله على الأرض، وكان معاوية وقتها من شدة فقره لا ينتعل حذاءً!.. (وهنا نتوقف مع اهم موقف وعبرة فى القصة سجله التاريخ) فقال معاوية لوائل: أردفني على الناقة خلفك!.. فقال وائل: ليس شحًا بالناقة ولكنك لست رديف الملوك!.. فقال معاوية: إذن أعطني نعلك!.. فقال له وائل: ليس شحًا بالنعل، ولكنك لستَ ممن ينتعل أحذية الملوك!.. ولكن امشِ في ظل الناقة!!

 

ودار الزمان ودارت الأيام، وآلت الخلافة إلى معاوية، وجاء وائل إلى الشام وقد جاوز الثمانين، ودخل على معاوية، وكان جالسًا على كرسي الملك، (هنا نتوقف مرة أخرى لنتأمل العبرة) نزل معاوية من على كرسي الملك والحكم وأجلس وائلًا مكانه، ثم ذكّره بالذي كان بينهما فيما مضى، وأمر له بمالٍ، فقال وائل: أعطه من هو أحق به مني، ولكني وددتُ بعد ما رأيت من حلمك لو رجع بنا الزمان لأحملك يومها بين يديّ!.