المقالات

ماذا حدث للرئيس الإيراني؟!؟

ماذا حدث للرئيس الإيراني؟!؟

✍️ ملهي شراحيلي

خلال الساعات الماضية من عصر الأحد، بدأت وكالات الأنباء في تداول أخبار وتقارير إعلامية أغلبها نقلاً عن مصادر إيرانية تفيد بتعرض طائرة كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وبعض مرافقيه، لسقوط اضطراري، في منطقة شمال غرب إيران. 

وإلى هذه اللحظة ( بعد مضي أكثر من ست ساعات) لم يتم الوصول للطائرة، مما يعني أن مصير الرئيس ومرافقيه، ليس مجهولاً فقط، بل ويثير العديد من التساؤلات!!!.

فماذا حدث للرئيس الإيراني بالضبط؟

وكيف حدث؟

وما دور الحرس الثوري الإيراني، والجيش الإيراني فيما حدث؟

وما أسباب فشل السلطات الإيرانية في الوصول إلى موقع سقوط طائرة الرئيس إلى الآن؟

وهل ما حدث مجرد حدث عرضي، أم أنه عمل مدبّر؟

وإذا ما كان حدثاً مُدبّراً فمن يقف خلفه؟

وهل هو تدبير داخلي أم هجوم خارجي؟

وإذا ما كان هجوماً خارجياً فمن هي الدولة أو المنظمة التي خططت ونفذت هذا الحادث؟

وهل لإسرائيل علاقة بما جرى؟

أم أن ماجرى تدبير داخلي؟

إن الظروف الجوية السيئة التي يتحدث عنها الإعلام الإيراني، ليست سوى شماعة لإخفاق السلطات الإيرانية في تحديد موقع الطائرة، ومهما كانت المنطقة نائية ووعرة فإنها على الأقل فيما يُفترض لا تخلو من مراكز أمنية ووحدات عسكرية لاسيما وأن إيران تشهد تهديدات من عدة جبهات، مما يستعدي نشر أكبر قدر من مواقعها العسكرية في جميع المناطق الإيرانية حتى تلك النائية والوعرة.

ثم إن إيران تمتلك قدرات عسكرية ولديها مراكز رصد جوية مدنية وعسكرية، فكيف غاب عنها تحذير الطائرة من دخول تلك المنطقة الخطرة في ظل تلك الظروف الجوية التي يتحدث عنها الإعلام الإيراني، وكأنها ظهرت فجأة لتبتلع طائرة الرئيس وتجبرها على الهبوط الاضطراري، مع أنني أشك في أن الهبوط لم يكن اضطراريا وإنما كان سقوطاً قسرياً، هذا إذا لم تكن الطائرة قد انفجرت قبل السقوط!!.

لأن الهبوط الاضطراري لن يتسبب في توقف جميع الأجهزه الملاحية للطائرة، أو على الأقل بقاء أجهزة المرافقين الأمنيين للرئيس، ناهيك من أن الرئيس لديه أجهزة إتصالات خاصة به، يفترض أن تظل تعمل في حال توقف أجهزة الطائرة.

وعليه فإن مسألة الهبوط الاضطراري فيها ملابسات، لاتقل عن ملابسات الطقس التي مهما كانت قسوتها وسوءها فإنها لن تعيق إنقاذ رئيس دولة.

 

ومن هذا المنطلق فإننا أمام ثلاثة سيناريوهات لحادث الرئيس الإيراني:

الأول: أن الطائرة كانت مشرّكة أو مفخخة، وتم تفجيرها من الداخل في تلك المنطقة النائية.

أما من شرّكها فهناك أكثر من إحتمال، فقد يكون تم تفخيخها بواسطة جواسيس إيرانيين يعملون في الدائرة المقربة من الرئيس تم تجنيدهم من قبل مخابرات خارجية قد تكون إسرائيلية. 

وربما يكون أحد الناقمين من الإيرانيين أنفسهم، وقد تكون المعارضة الإيرانية هي من نفذت العملية. 

الاحتمال الثاني: أن تكون الطائرة تعرضت لهجوم عسكري أما بواسطة طائرة مسيرة أو بواسطة صاروخ.

ونفس الاحتمالات على السيناريو الأول نستطيع إسقاطها على الاحتمال الثاني، فقد يكون الصاروخ إسرائيلي، أو المسيرة إسرائيلية، أو من أحد الجواسيس، أو عن طريق أحد أنصار المعارضة الإيرانية.

الاحتمال الثالث: أن يكون صاروخ إيراني ضرب الطائرة بالخطأ، وهذا الاحتمال مستبعد ولكنه ليس مستحيل، فأخطاء الجيش الإيراني أكثر من أن تذكر.

 

أما الرواية الرسمية الإيرانية للحادث، وهي سوء الأحوال الجوية، فأنا استبعد تماماً أن يكون الطقس هو السبب في الحادث، لثلاثة أسباب:

الأول: أن الموكب كان يضم ثلاث طائرات ولم تسقط منها سوى طائرة الرئيس، فهل كان الضباب ليفرق بين طائرة الرئيس، وغيرها؟؟!!.

الثاني: أن كابتن طائرة الرئيس، طبيعي جدا أن يكون أفضل من قادة الطائرات الأخرى، مما يعني أن خبرته الجوية لابد أن تكون أفضل من الآخرين الذي استطاعوا تجاوز الطقس السيء والضباب. 

الثالث: أن المراصد الفلكية العسكرية منها والمدنية لديها القدرة على تحديد الطقس وإشعار الرئيس قبل الرحلة. 

وإذا ما تساءل القارئ الكريم، عن وضع الرئيس الإيراني، بعد هذا الحادث الأليم، فمن وجهة نظري، وبناءً على المعطيات الإعلامية لحد الآن، فإن كل المؤشرات تدل على أن الرئيس الإيراني قد قضى نحبه ومرافقوه، ولكن الحكومة الإيرانية لا تريد أن تتعجّل في إعلان ذلك، رغم أن مصادر إعلامية إيرانية غير رسمية أعلنت مقتله.

ولكن الإعلان الرسمي يحتاج ترتيبات وإجراءات، وهذا ما تعكف عليه الحكومة الإيرانية حالياً، ليس فقط بسبب شغول منصب الرئيس، ولكن لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحادث، وما يترتب عليه، لاسيما إذا ما ثبت ضلوع جهة خارجية في الأمر. 

وإلى أن يتم الإعلان الرسمي، سواءً بنجاة، أو مقتل إبراهيم رئيسي، يظل السؤال مطروحاً :

ماذا حدث للرئيس الإيراني؟

MelhiSharahili@gmail.com