المقالات

كن جميلا ترى الوجود جميلا

كن جميلا ترى الوجود جميلا

 

كم من البشر دائم الشكوى مع أنه يتمتع بعافية ويعيش في أمن ورغد عيش لكنها النزعة التشاؤمية تجعل الجميل قبيحا وتخلق التخيلات والمقارنات وينسى هذا الشاكي أن الحياة ليست وروودا مفروشة لالكبير ولاصغير ولاغني ولافقير وصدق الله القائل ( خلق الإنسان في كبد) وفي الحديث (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا ).

   

 جيل اليوم قدلا يتصور زمن الآباء والأجداد ومامر بهم من شظف العيش وصعوبة الحياة لدرجة اكل الحشائش واعادة طبخ العظام لعلها تعطي نكهة للأكل او مذاقا ومرات طعامهم الماء وحبات التمر .

    ومادام الحديث عن الآباء وحياتهم لعل البعض سمع عن حياة أهله وتنقلاتهم بحثا عن مصدر دخل لدرجة أن الواحد يشتغل طوال اليوم مقابل دريهمات لا تتعدى عدد اصابع اليد لكنها الحاجة ومع ذلك تجدهم مبتسمين حامدين الله لايشتكون تعبا ولاغربة .  

 

      من الشعراء والكتاب من عاش في عوز وحاجة ومع ذلك لم يكن في شعره أوكتاباته مايشير الى فقره واضطراره للهجرة وترك الأهل والأصحاب بل انهم ظلوا رغم قساوة الظروف ينثرون الأمل والتفاؤل بين الناس ، يقول ايليا ابو ماضي : 

أيّهذا الشّاكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس
تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود، وتعمى
أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل
من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا 

والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش
مرا ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس
عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه
لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ
قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الرّوابي
فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها والحقل ملك سواها
اتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ
عليها، والصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخذ
حيّا والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى، وعمرها بعض عام
أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو
سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات
تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون/
صفّقت للغصون حتى تميلا
فإذا ذهّب الأصيل الرّوابي
وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار
عند الهجير ظلاّ ظليلا

 

 الحياة جميلة لمن يرى الجمال في نفسه وفي العالم من حوله وتضيق الحياة عندما يكون همه جمع المال والمراكب الفارهة ومتع الحياة الفانية ويركض وراء التصورات والمقارنات وينسى ماهو فيه من عافية وأمن وراحة ورغد عيش . ادام الله على بلادنا وبلاد المسلمن الامن والأمان والعافية والرخاء .

 

   ✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب