المقالات

الناس في رمضان كما وصفهم الامام الغزالي

الناس في رمضان كما وصفهم الامام الغزالي

 

 قال الإمام أبي حامد الغزالي قبل ألف عام الناس في رمضان ثلاثة مستويات : صوم العامة، وصوم الخاصة، وصوم خاصة الخاصة ويعني بصوم العامة الامتناع عن الأكل دون أن يمتنعوا عن النظر الى ما جاءت السنة بتحريمه و لم يحفظوا ألسنتهم عن الغيبة والنميمة وهذا النوع من الصيام قال عنه صلى الله عليه وسلم : (رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) 

 

  النوع الثاني صوم الخاصة بالامتناع عن النظر الى ماورد النهي عنه وكف النفس عن الشهوات والكذب وفحش الكلام والبعد عن كل ما من شأنه خدش الصيام اتباعا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه البخاري : (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يَصْخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتله أحد فَلْيَقُلْ إني صائم) كذلك استخضارمخافة الله قال تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} وهذا حال المؤمن يكون بين الخوف والرجاء وهو مايعني الاجتهاد في اداء العبادات بتؤدة واستحضار لعلها تكون مقبولة عند الله .. 

 

النوع الثاث صوم خاصة الخاصة المتمثل في البعد عن دواعي مفسدات الصوم من الأفعال والاقوال قليلها وكثيرها ومحاسبة النفس عن كل فعل ورد النهي عنه والتمسك بالأذكار والمناصحة وحب الخير للآخرين وهذه رتبة عالية صاحبها يحضى بمنزله رفيعة يوم القيامة .

  الصيام كعبادة لايعني عدم الأكل والشرب فقط بل حفظ الجوارح عن كل ماورد النهي عنه والتعلق بالخالق في السر والعلن تذللا وطاعة وامتثالا لامرالله ورسوله ومن ذلك غض البصر وحفظ اللسان ولزوم الصلاة مع جماعة المسلمين

 تقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال. .

 

  ✍🏼 عبدالله عبدالرحمن الغيهب