المقالات

معاً نستشرف المستقبل 

معاً نستشرف المستقبل 

✍️ ملهي شراحيلي

 

بفضل الله وتوفيقه، احتفلت هذا المساء المملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعباً، ومعها الملايين من الأشقاء والأصدقاء حول العالم، بمناسبة إعلان فوز الرياض باستضافة معرض إكسبو 2030.

وفي حقيقة الأمر أن فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو الدولي ٢٠٣٠، يعكس أحقيتها بهذا الحدث العالمي، ويأتي تتويجاً لقصة التحول الوطني التي يقودها سمو سيدي ولي العهد، وهي فرصة مثالية لمشاركة قصتنا الطموحة مع دول وشعوب العالم في نسخة ستكون استثنائية في تاريخ هذا المعرض وستترك أثراً مُلهماً في ذاكرة الجميع.

لقد تم إعداد الملف السعودي تحت إشراف مباشر من سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- حرصاً منه على إبراز دور المملكة ومكانتها وتوجهاتها التنموية للمستقبل.

وجاء اهتمام سمو سيدي ولي العهد بملف إكسبو لأثره العظيم في تعزيز مكانة وقوة المملكة كونها مركز التقاء عالمي، ودور السعودية المهم في المشهد الإنساني المتفاعل مع ما يرسّخ لغة الحوار والتواصل والاستقرار والنماء.

وستكون السعودية في 2030 محتفلة بإتمام رؤيتها التي أطلقتها في عام 2016 بقيادة ومتابعة من سموي سيدي ولي العهد وسيكون توافق تواجد إكسبو في تلك الفترة له بُعد إعلامي قوي ومهم في إبراز النجاحات والتغيير لرحلة تاريخية غير مسبوقة.

 

إن اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو 2030 يؤكد مكانتها العالمية، وتعاونها الدولي القوي، والتزامها بالرفاهية المجتمعية والبيئية.

وإعلان فوزها هذا المساء باستضافة إكسبو في الرياض، في الفترة من ١ أكتوبر ٢٠٣٠ إلى ٣١ مارس ٢٠٣٠م، ليس سوى دليل على الرؤية الطموحة لوطن وقيادة لا تعرف كلمة مستحيل.

وكما قال سمو ‏ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: فوز السعودية باستضافة معرض ‎إكسبو 2030 يأتي ترسيخاً لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، والمملكة عازمة على تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار.

ولقد صدق عبدالرحمن بن مساعد، في وصفه لولي العهد، حين قال:

كم شاع في الناس أقوالٌ بلا عملٍ

حتى أتيت فكان القولُ والعمَلُ

إن قلتَ سوفَ وحرفُ السّينِ تنطِقُهُ

بالتوِّ قولُك بالأفعالِ يكتمِلُ.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:

   ماذا يعني فوز السعودية بـــ إكسبو2030؟

 ولماذا يأخذ هذا الحيز الكبير من الإهتمام الإعلامي؟!؟

معرض إكسبو هو أحد أقدم وأعرق وأكبر المعارض العالمية الضخمة في العالم، ويقام كل خمس سنوات وتستمر فعالياته 6 أشهر. 

كانت النسخة الأولى منه عام 1852م في لندن.

 يرتكز إكسبو على الحوار الثقافي والتراث والتميز والتغيير وكذلك العالمية والهدف منه حشد وعي أكبر تجاه التحديات العالمية وخلق بيئة محفزة للحلول.

 

 سيكون شعار إكسبو الرياض ٢٠٣٠ :

  "دفعة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة" حقبة التغيير:

 (معاً نستشرف المستقبل)

 ويتضمن الشمولية والاستدامة والابتكار.

 وستستقبل السعودية ما يزيد عن 40 مليون شخص من حول العالم، ومشاركة 246 دولة، ومليار زائر عبر المواقع الافتراضية من أكثر من 179 دولة.

وستكون السعودية في 2030 محتفلة بإتمام رؤيتها التي أطلقتها في عام 2016 بقيادة ومتابعة من سموي سيدي ولي العهد وسيكون توافق تواجد إكسبو في تلك الفترة له بُعد إعلامي قوي ومهم في إبراز النجاحات والتغيير لرحلة تاريخية غير مسبوقة.

في إكسبو ٢٠٣٠ في الرياض، سيكون هناك حراك قوي اقتصادي واجتماعي وسياحي وترفيهي عائداً على المواطن وعلى الدولة، وسترتفع أرقام الرحلات الجوية من وإلى المملكة، وسيستفيد مقدمي خدمات التوصيل والدعم اللوجستي، وسيجد أصحاب المطاعم والمقاهي والأسواق تغير وارتفاع في الزيارات، وستشهد الفعاليات الترفيهية إقبالاً عالي، وكلها ستؤدي إلى حراك اقتصادي واجتماعي وتؤثر بشكل مباشر في الاقتصاد والإعلام وبناء تجربة مهمة عن السعودية.

 ووفقاً لبحث أجراه مركز أبحاث SDA التابع لجامعة بوكوني بإشراف من غرفة تجارة ميلان عام 2016 تم تقدير الأثر الاقتصادي لمعرض إكسبو على إيطاليا إلى 16.1 مليار يورو وساهم في إنشاء 10 آلاف شركة جديدة و115 ألف وظيفة.

 يُعد إكسبو حدثاً مهماً للإعلاميين والقنوات العالمية والصحف، ومشاهير التواصل الإجتماعي، وتواجدهم في السعودية خلال عام 2030 من أجل إكسبو سيسوّق ويدعم مشاريع الرؤية والتطور، ويقدم زيادة في آفاق التواصل الدولي من خلال تواجد إعلام أكثر من 179 دولة حول العالم بلغات وتقارير مستمرة على مدى 6 أشهر!

 لقد قدمت السعودية بذكاء من خلال ملفها في إكسبو 2030 حزمة تسهيلات تقدّر بقيمة 343 مليون دولار لمساعدة 100 دولة على المشاركة وتقديم الدعم الخاص لها لضمان مشاركة فاعلة وعادلة للجميع.

ومن نافلة القول أن إكسبو يعزز المعرفة والتواصل بين دول العالم، ويسهم في بناء مستقبل أفضل. 

واختيار مدينة الرياض بأغلبية ساحقة، في حدث تاريخي، يعبّر عن ثقة الدول بنهج المملكة ورؤيتها، ويؤكد بما لايدع مجالاً للشك على قدرة السعودية وقيادتها وشعبها على صنع المستقبل وتبوء مكانة وقوة عالمية قادرة ومقتدرة على النجاح في شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة. 

 

ويبقى محمد بن سلمان، حفظه الله، هو المحرك الأول والقلب النابض، والمنبع الذي لاينضب لنهضة ورخاء ونماء، المملكة العربية السعودية والعالم أجمع.

وكما قال الشاعر:

هَذا الَّذي أَفنى النُضارَ مَواهِباً

وَعِداهُ قَتلاً وَالزَمانَ تَجارِبا

وَمُخَيِّبُ العُذّالِ فيما أَمَّلوا

مِنهُ وَلَيسَ يَرُدُّ كَفّاً خائِبا

هَذا الَّذي أَبصَرتُ مِنهُ حاضِراً

مِثلُ الَّذي أَبصَرتُ مِنهُ غائِبا

كَالبَدرِ مِن حَيثُ اِلتَفَتَّ رَأَيتَهُ

يُهدي إِلى عَينَيكَ نوراً ثاقِبا

كَالبَحرِ يَقذِفُ لِلقَريبِ جَواهِراً

جوداً وَيَبعَثُ لِلبَعيدِ سَحائِبا

كَالشَمسِ في كَبِدِ السَماءِ وَضَوؤُها

يَغشى البِلادَ مَشارِقاً وَمَغارِبا.