المقالات

الكرم عند العرب

الكرم عند العرب

 

 

 

 

الكرم صفة محمودة تطرب لسماعه الآذان وتتوق له النفوس وتسير بذكره الركبان ، كم من الكلمات والأشعار والقصائد دبجت مدحا وثناءا بالكرم والكرماء ،  

       لقد اشتهرالعرب بالكرم من أيام الجاهلية فجد النبي كان يلقب بشيبة الحمد لجوده وكرمه وذاع صيت حاتم الطائي حتى صار مضرب المثل ومما يؤثر عنه : إن رجلاً سأل حاتمًا الطائي فقال: "يا حاتم: هل غلبك أحد في الكرم؟! قال: نعم، غلام يتيم، وذلك أني نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤس من الغنم، فعمد إلى رأس فذبحه وأصلح لحمه وقدمه إليّ، وكان فيما قدم الدماغ، فقلت: طيب والله، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأسًا بعد رأس ويقدم الدماغ وأنا لا أعلم، فلما رجعت لأرحل نظرت حول بيته دمًا عظيمًا، فإذا هو قد ذبح الغنم بأسرها، فقلت له: لم فعلت ذلك؟! قال: سبحان الله!! تستطيب شيئًا أملكه وأبخل عليك به!! إن ذلك لسبة على العرب قبيحة، فقيل: يا حاتم: فبماذا عوضته؟! قال بثلاثمائة ناقة حمراء، وبخمسمائة رأس من الغنم، فقيل: أنت أكرم منه، قال: هيهات، بل هو -والله- أكرم؛ لأنه جاد بكل ما ملك، وأنا جدت بقليل من كثير".. 

      الكرم لايتوقف على اكرام الضيف فقط فمن الكرم الصدقات وبذل المعروف بالكلمة والجاه وإحسانك الى أهلك وذوي رحمك.

         ارجع واقول ما قيل عن كرم العرب ايام الجاهلية هي عادات جاء الاسلام فهذبها فخير الأمور الوسط قال الله تعالئ والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وقال تعالئ ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملموما محسور وفي الحديث :. عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ».

       عندما يثور الجدل حول ولائم الافراح وغيرها في هذا الزمن فهو من باب حفظ النعمة وعدم امتهانها حيث يبقى الكثير منها ويرمى في صناديق البلدية ومن هنا اعتبر سرف وتبذير ومثل ذلك المناسبات التي تقام في البيوت والاستراحات حيث تُصف عشرات الاطباق فلا يؤكل منها الا القلبل ويتم التخلص من الباقي بالطريقة نفسها والفرق بين كرم العرب قديما وكرم اهل زماننا هذا انهم ( اعني العرب قديما) وان نحروا الابل و قدموا الخرافين كلها تؤكل ولا يبقى شيء منها وفي زماننا هذا يحضر المدعوون لمجرد استجابة الدعوة ليس الا وبالتالي أكثر من ثلثي الطعام يتم التخلص منه في الحاويات وهذا يتنافى مع ماجاء في الكتاب والسنة نعم هناك جهات اهلية تقوم بحفظ الطعام وتوزيعه وهذا عمل طيب يشكرون عليه ولايغني عن ترشيد الصرف في الولائم بشكل يحافظ عليها من الامتهان او أن تصل الى حد السرف الذي ورد النهي عنه في القرآن والسنه .

 

عبدالله عبدالرحمن الغيهب✍️