منوعات

حضور لافت لـ "أدب القهوة" في متحف قصر المصمك التاريخي

حضور لافت لـ "أدب القهوة" في متحف قصر المصمك التاريخي

​​​​​متابعات _اقلام الخبر 

بمذاقها ودفئها المعهود، تداعب القهوة قرائح الأدباء والشعراء الذين طالما أطنبوا في امتداحها وتغنوا بسحرها وتأثيرها اللافت في أعمالهم.

لقد ترسخت قيمة القهوة في أبيات القصائد، ونصوص الروايات، وارتبطت بهذين الجنسين من الأدب؛ نظراً إلى أهمية دورها في تحفيز الإنتاج الإبداعي . 

وفي هذا الإطار، حضرت بشكل لافت الأبيات الشعرية للشعراء النبطيين الذين عبروا في قصائدهم عن جمالية القهوة، وعلاقتها بالأمزجة، والإبداع الفني، في فيلم تسجيلي مصاحب لفعاليات معرض القهوة السعودية، الذي تنظمه هيئة المتاحف، المنعقد في متحف قصر المصمك التاريخي . 

إذ يلتقي زائر المعرض عبر الففيلم التسجيلي بأبيات إبداعية تتناول علاقة الشاعر العاطفية بالمشروب الإنساني المشترك على مر العصور، والحضارات، المتجاوز لـ الخرائط . 

إلى جانب تعريفه عبر الفيلم بـتأثير القهوة في قصائد هؤلاء الشعراء، بصفتها عنصر إلهام وأيقونة فكر تلازم المثقفين، وأولئك الذين امتهنوا حرفة القلم.

فيما استعرض الفيلم القصائد الشهيرة التي تعزز جماليات القهوة مثل قصيدة الشاعر السعودي الشهير، خلف بن هذال، حينما وصف أثرها على المزاج، قائلاً: سوّ لي الكيف وارهولي من الدلة، البن الأشقر يداوي الرأس فنجاله . 

وعلى غرار امتداح بن هذال، عبر الشاعر دغيم الظلماوي في قصيدة شهيرة له عن خالص تعلقه بالقهوة، قائلاً: يا كليب شب النار يا كليب شبه، عليك شبه والحطب لك يجابي، عليّ أنا يا كليب هيله وحبّه وعليك تقليط الدّلال العذابي . 

ولم يغفل العرض المرئي قصائد الشعراء الذين تناولوا حضور المرأة في إعداد القهوة، والإسهام في تجهيز أدواتها. فإن للشاعر حنيف بن سعيدان قولاً في هذا الصدد: فنجالها للوصف ما هو بمجهول.. اخضاب عذرا طامحه من غنجها . 

كما حضر وفاء محبي القهوة بصورته اللافتة عبر قصيدة الشاعر بدر بن عبدالمحسن الشهيرة: تصبها كف الوفاء والمبرة .. وتمدها للي تعرف هل الخيل .

فيما تعززت علاقة القهوة بالشعر والأدب نتيجة تغني عدد لافت من الشعراء بها في قصائدهم؛ ليشكلوا مع مرور الوقت أدباً خاصاً، سميَ بأدب القهوة؛ نظراً إلى أنها رافقت شتى ضروب الإبداع .

يعزز هذا الاتجاه رأي لافت نشره الدكتور سعد الصويان، الأكاديمي والباحث السعودي، مشيراً فيه إلى أن القهوة منذ دخلت إلى الجزيرة العربية، وجد فيها شعراء البادية، وفرسانها، موضوعاً شعرياً، ورمزاً ثقافياً؛ لا يقل أهمية عن الإبل والأطلال والمواضيع التقليدية الأخرى . 

ويذهب الأكاديمي السعودي عبر أطروحته المنشورة بعنوان القهوة العربية: رمزية الفنجال وطقوس المنادمة، إلى أن الشعراء النبطيون وجدوا في القهوة موضوعاً شعرياً ربطوه في نظم القصيدة وروايتها، وانتشارها؛ لافتاً إلى أن إعداد القهوة مثل نظم الشعر، عمل يحتاج إلى التروي والمهارة والإتقان . 

ويؤكد في مقالته أن الشاعر حينما يفتقد جذوة الإبداع في داخله؛ فإنه إما أن يشد على راحلته ويمتطيها؛ ليجوب الفيافي والقفار وحيداً، وإما أن يوقد النار ويعد لنفسه قدحاً من القهوة ليمنحه صفاءً ذهنياً يساعده على نظم القصيدة . 

فيما يقول الصويان، إن الشاعر بينما ينشغل في عمل القهوة فإنه في الوقت ذاته منشغل بنظم أبيات القصيدة. وحينما ينتهي من إعدادها يكون قطع شوطاً لا بأس به في نظم قصيدته، فيكون قد حدد الوزن والقافية والمطلع والمواضيع التي سوف تتضمنها أبياته الشعرية . 

https://youtu.be/f3JGqdWldCU