المحليات

قهوة نواة تمر "البياض".. تعزز من قيمة المحاصيل الزراعية بنجران

قهوة نواة تمر "البياض".. تعزز من قيمة المحاصيل الزراعية بنجران

نجران -أقلام الخبر 

تُسهم الصناعة التحويلية للمنتجات الزراعية في منطقة نجران، بدورٍ بارز في دعم التنمية الاقتصادية وتعزيز القيمة المضافة للمحاصيل الزراعية التي تشتهر بها المنطقة، ومن أبرزها تمر البياض الذي يُعدُّ من أجود أنواع التمور في المنطقة.

 وشهدت منطقة نجران نموًا متسارعًا في توجه المزارعين نحو الصناعات التحويلية للتمور، من خلال تبنّي أفكار مبتكرة تحقق عوائد اقتصادية مجزية، مستفيدين من جودة التمور المحلية وقيمتها الغذائية العالية، لا سيما تمر "البياض" الذي يُعدُّ من أبرز الأصناف المنتجة في المنطقة، لما يمتاز به من طعم فريد جعله مادة مثالية للتصنيع الغذائي المتعدد الاستخدامات.

 ومن أبرز الابتكارات التي حققت انتشارًا واسعًا في الأسواق المحلية، قهوة نواة التمر المصنوعة من نوى تمر البياض بعد تحميصه وطحنه، لتُقدَّم كخيار اقتصادي بديل لقهوة البن التقليدية.

 وتُحضَّر القهوة عبر نقع نوى التمر ثم تحميصه بدرجات حرارة محددة وطحنه حتى يصبح مسحوقًا ناعمًا، مع إمكانية إضافة نكهات طبيعية مثل الهيل أو الزنجبيل لإثراء الطعم العربي الأصيل.

 ووقفت وكالة الأنباء السعودية "واس" على أحد متاجر تصنيع منتجات التمور التحويلية بمنطقة نجران، حيث أوضح المزارع إبراهيم آل شهي، صاحب المتجر المتخصص في المنتجات التحويلية للتمور، أن فكرة إنتاج قهوة نواة تمر البياض جاءت انطلاقًا من حرصه على الاستفادة الكاملة من مكونات التمر، وتحويلها إلى منتجات غذائية مبتكرة ذات قيمة اقتصادية مضافة، مبينًا أن المشروع؛ يهدف إلى تقديم منتج يعتمد على الصناعات التحويلية للاستفادة من بواقي المواد الغذائية، وتحويلها إلى منتجات غذائية جديدة ذات عوائد اقتصادية مجزية، ومن أبرزها قهوة نواة التمر، التي تتميز بمذاقها الفريد المشابه لمذاق قهوة البن إلا أنها تتميز عنها بعدم احتواءها على مادة الكافيين، ليكون بديلًا طبيعيًا للقهوة السعودية التقليدية، وفي الوقت ذاته يعكس جودة تمور نجران التي تحظى بمكانة مرموقة على المستويين المحلي والإقليمي.

 وبيَّنَ آل الشهي أن نواة التمر، تمر بعدة مراحل قبل تجهيزها لتكون قهوة تتمتع بالمذاق والسلاسة المماثلة للقهوة المصنوعة من ثمار البن الصافي، ابتداءً باختيار نواة التمر الجيدة بكل عناية من أجود أنواع التمور المحلية المعروفة بالمنطقة، وتنقع في أحواض مياه مخصصة ومعقمة جيدًا على مرحلتين، ومن ثُمَّ الغسيل الجيد للنواة للتخلص من الشوائب، والسوائل الناتجة عن الغسيل والتنقيع من خلال عملية التصفية بالتكرار ثلاث مرات، تليها مرحلة التجفيف بمواد معقمة ونظيفة مخصصة للمواد الغذائية، باستخدام تقنيات التجفيف للتأكد من جفاف النواة كليًا، وحمص نواة التمر حسب الرغبة بالطرق المستخدمة مع ثمار البن، تليها مرحلة الطحن، وأخيرًا التغليف التجاري وتزويد المنتج بمنشور توضيحي لطرق صناعة "قهوة نواة التمر" وفوائدها، وطرق استخدامها.

 وأضاف آل شهي، أن هذه التجربة تمثل نموذجًا ناجحًا في تطوير الصناعات الزراعية التحويلية، التي أصبحت رافدًا مهمًا للاقتصاد المحلي، وتسهم في إيجاد فرص عمل جديدة للشباب والفتيات في مجالات الإنتاج والتعبئة الإلكتروني.

 وأشار إلى أن قهوة نواة تمر البياض بدأت تحظى بإقبال متزايد من المستهلكين لما تتمتع به من طعم مميز وفوائد صحية متنوعة، مؤكدًا سعيه لأن تصبح هذه القهوة علامة تجارية رائدة تمثل هوية نجران الزراعية، مع خطط للتوسع في الأسواق الخليجية والعربية، بما يعزز مكانة المنتجات السعودية في الأسواق الإقليمية والعالمية، ويبرز قدرات المزارع النجراني في الابتكار والإنتاج.

 وكانت جامعة نجران، شاركت في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025، بدورته الخمسين في شهر أبريل الماضي، ببراءة اختراع تعتمد على نوى تمور بياض نجران، وهو تصميم محفز ضوئي نانوي مبتكر يعتمد على الكربون الحيوي المستخلص محليًا من نوى التمر، والمدعّم بجسيمات الذهب النانوية وأكسيد الزنك لمعالجة مياه الصرف الصناعي.