
بقلم مبارك الرشيدي
في زمنٍ أصبحت فيه السوشال ميديا جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، لم تعد المنصات مجرد وسيلة للتواصل أو الترفيه، بل تحولت إلى قوة مؤثرة تصنع الآراء وتوجه العقول وتشكل صورة الأفراد والمجتمعات. وهنا تظهر الحاجة الماسّة إلى مبدأ بسيط لكنه عميق: استخدم عقلك قبل محتواك.
فالكلمة التي تُكتب، أو الصورة التي تُنشر، أو الفيديو الذي يُشارك، لم يعد مجرد تعبير فردي عابر، بل قد يصل إلى الآلاف وربما الملايين خلال لحظات، ليترك أثرًا لا يُمحى بسهولة. وهنا يبرز السؤال: هل ما نقدمه يعكس وعينا؟ أم أنه مجرد سباق وراء التريند دون إدراك لنتائجه؟
إن العقل هو الفلتر الحقيقي قبل أي محتوى. فالمسؤولية الأخلاقية تفرض على كل مستخدم أن يتوقف قليلًا، يفكر، ويُقيّم:
• هل هذه المعلومة صحيحة؟
• هل ما أكتبه يُضيف قيمة؟
• هل ما أنشره قد يسيء للآخرين أو يضر بمجتمعي؟
السوشال ميديا فرصة عظيمة لنشر المعرفة، وتحفيز الإبداع، وتبادل الخبرات، لكنها في الوقت ذاته سلاح ذو حدين؛ قد تبني reputations أو تهدمها، وقد تُعزز وعي الأجيال أو تُضللها. والفيصل بين البناء والهدم هو مدى وعي الفرد وحرصه على استخدام عقله قبل أن يضغط على زر “نشر”.
ختامًا، ما تحتاجه مجتمعاتنا ليس مزيدًا من المحتوى العشوائي، بل محتوى مسؤول ينطلق من عقول واعية. فالكلمة مسؤولية، والصورة رسالة، والمقطع تأثير. لذلك، تذكّر دائمًا: اجعل عقلك قائدًا لمحتواك، لا العكس.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات