
غيداء موسى - جدة
في وقت يحتفل المجتمع الدولي بفعاليات اليوم العالمي للتوتر اليوم العاشر من يونيو الجاري 2025 ، بهدف زيادة وعي المجتمع بالتوتر وكيفية السيطرة عليه وتجنب جميع مصادره حذر طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين مرضى الروماتيزم وتحديدا الروماتويد من التعرض للصدمات النفسية، لافتا إلى وجود علاقة بين الغضب وامراض الروماتيزم مثل الروماتويد ، حيث كشفت الدراسات أن هناك عوامل تلعب دوراً كبيراً في تفاقم المرض أو حدوث النوبة الحادة ومنها الصدمة النفسية او التوتر ، إذ تبين أن 50-70% من مرضى الأمراض المناعية الروماتيزمية قد تعرضوا إلى صدمة نفسية.
وأشار إلى استبانة أجراها على مرضى الروماتويد والذئبة الحمراء والآلآم العضلية الليفية عن مدى التأثير النفسي عليهم ، وجد أن نسبة كبيرة منهم وقد تتجاوز 50 % تعرضوا إلى صدمات نفسية قبل المرض بأسابيع مثل وفاة شريك الحياة أو أحد أفراد الأسرة المقربين، أو الطلاق، فقدان أو تغيير الوظيفة، معاناة الزوجة السابقة بعد ارتباطه بزوجة أخرى، والمسنين المقيمين في دور الرعاية والذين ليس لهم دعم أسري.
وأوضح أن دراسة أجريت في جامعة واشنطن أثبتت صحة الربط بين المواقف التي تسبب التوتر النفسي، إذ وجد أن أشد حالات التوتر كانت بسبب موت شريك الحياة يليها الطلاق ثم ظروف أخرى، وكشفت الدراسة أنه كلما تعرض الشخص لموقف فيه إجهاد نفسي زادت خطورة الإصابة بالمرض، كما أن المصاب بالمرض تزداد شدة مرضه عند تعرضه لصدمة نفسية.
وقال إن الروماتويد يعد أكثر الأمراض الروماتيزمية انتشاراً بعد الفُصال العظمي (خشونة المفاصل)، ويعد مناعياً، إذ إن بعض الأجسام المضادة وخلايا الجهاز المناعي للجسم تعمل بنشاط زائد في الروماتويد فتهاجم النسيج المفصلي وبالتالي تحطم الجهاز المناعي نفسه لذلك سُمي بالمرض المناعي الذاتي، وسببه ما زال مجهولاً ويعتقد بأنه قد تكون ظاهرة ناتجة عن عنصر التهابي عند الشخص المهيأ وراثياً.
وأكمل: هناك بعض الدراسات أخرى بينت أيضا وجود علاقة بين الذئبة الحمراء والغضب أو الكآبة، ففي دراسة نشرتها مجلة التهاب المفاصل والروماتيزم الأمريكية وجدت أن النساء المصابات بالصدمات النفسية أكثر عرضة لداء الذئبة بثلاث اضعاف مقارنةً مع النساء اللواتي لم يتعرضن لاضطراب نفسي ، فالذئبة الحمراء تعتبر من أشكال الروماتيزم المزمن وهي مرض مناعي ذاتي مجهول السبب. وللحالة النفسية دور أساسي في حدوث الألم في هذه الأمراض الروماتيزمية ، وهناك عدة آليات يمكنها تفسير هذه العلاقة ومنها ما اقترحته بعض الدراسات من أن هذه العوامل النفسية قد تؤثر على الغدة النخامية والغدة الكظرية مما يؤدي إلى إفراز هرمون البرولاكتين والكورتيزول واللذان يلعبان دوراً في بدء الالتهاب المفصلي ، فهناك موصلات عصبية بين المخ والعمود الفقري تتحكم بها مادتا (السيروتونين والنورادرينالين) ويتغيّر الإحساس بالألم حسب نسب هذه المواد، ومع الضغط النفسي تقل كما أن ارتفاع الكورتيزول المثبط للجهاز المناعي يقلل من عدد الكريات البيضاء ويخطيء في تمييز الاجسام مما يجعله عرضة للأمراض لذلك يعطى الشكل الصناعي من الكورتيزول وهو الكورتيزون.
ونوه د.ضياء أن الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعال للكآبة له أهمية كبيرة للإقلال من العجز المترافق مع هذه الأمراض ، لذلك فإن بعض المرضى يحتاجون لعلاج مكثف سواءً نفسيا مثل العلاج السلوكي المعرفي أو دوائيا أو كليهما، وضرورة الابتعاد عن التوتر والغضب وأن نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لاتغضب ولك الجنة).
وينصح د.ضياء جميع أفراد المجتمع بضرورة الحرص على ممارسة الرياضة لكونها تطلق الإندورفين (منشطات المزاج الطبيعية في الجسم) ، الحرص على تناول الطعام الصحي يوميا وغني بالفواكه والخضراوات ، الحد من تناول مشروبات الكافيين كالقهوة الداكنة والشاي والحرص على العصائر الطازجة والماء ، الحرص على النوم الصحي بساعاته وجودته ، وهنا ينصح أيضا بتطبيق روتين نوم منتظم، وتوفير بيئة صديقة للنوم، وخالية من عوامل التشتيت مثل الأجهزة الإلكترونية، والتلفزيون ، المحافظة على العلاقات الاجتماعية الإيجابية والتي تعزز المعنويات ، الحرص على إدارة الوقت بشكل إيجابي ومفيد وعدم هدره في غير المفيد ، ممارسة الهوايات المحببة والأنشطة الترفيهية ، فذلك يساعد في تجنب التوتر والاسترخاء وتجنب الضغوط.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات