أقلام الخبر - سلطان الفيفي 

لم يكن طريق ريال مدريد إلى نهائي كأس ملك إسبانيا مفروشًا بالورود، بل كان مسرحًا لملحمة كروية ستبقى خالدة في ذاكرة عشاق المستديرة. فبعد أن وجد نفسه متأخرًا بهدفين أمام ريال سوسيداد، نجح الفريق الملكي في اقتناص بطاقة العبور بريمونتادا مثيرة، حسمها بتعادل مجنون (4-4) في إياب نصف النهائي، ليبلغ النهائي بفضل فوزه الإجمالي (5-4).

افتتح أندير بارينيتشيا التسجيل لسوسيداد في الدقيقة 16، إلا أن الرد المدريدي جاء عبر الشاب إندريك الذي عادل الكفة بمهارة بعد ربع ساعة. ورغم أن كتيبة أنشيلوتي بدت في طريقها لحسم التأهل بعد فوزها ذهابًا (1-0)، قلب أصحاب الأرض الطاولة بهدفين متتاليين من بابلو مارين وميكل أويارزابال، اللذين اصطدمت كرتاهما بالمدافع ديفيد ألابا لتسكن الشباك في سيناريو درامي قبل عشر دقائق من نهاية الوقت الأصلي.

لكن روح ريال مدريد المتقدة لم تخذل جماهيره، إذ انتفض الفريق في غضون دقائق. بدأ ذلك بانطلاقة خاطفة من فينيسيوس جونيور، أنهاها جود بيلينغهام في الشباك، قبل أن يعادل أوريلين تشواميني النتيجة برأسية متقنة بعد ركلة ركنية نفذها رودريغو.

وفي الوقت القاتل، ظن الجميع أن المباراة تتجه لصافرة الختام، لكن خطأ دفاعي جديد من ألابا منح أويارزابال الفرصة ليسجل هدفًا قاتلًا في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، فارضًا شوطين إضافيين.

هناك، حسم ريال مدريد المواجهة برأسية من أنطونيو روديغر، بعد تنفيذ متقن لركلة ركنية من أردا غولر، ليخطف الفريق بطاقة النهائي بلمسة ألمانية حاسمة.

بهذا الفوز والتأهل يقف ريال مدريد على أعتاب حلم جديد، منتظرًا الفائز من برشلونة وأتلتيكو مدريد، في نهائي مرتقب يسعى فيه الميرينغي لإضافة لقب جديد إلى خزائنه العامرة.