المقالات

فضل قراءة القرآن في رمضان

فضل قراءة القرآن في رمضان

 

اقترن القرآن بشهر رمضان تنزيلاً وتلاوةً وحفظًا، ففيه (أي شهر رمضان) أُنزِلت الكتب السماوية على الأنبياء، فقد أُنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأُنزلت التوراة لستٍّ مضين من رمضان، وأُنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأُنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان.

 

لقد بلغ اهتمام الصحابة ومن بعدهم بقراءة القرآن في رمضان ما لم تنله أشهر السنة الأخرى، بل إن اهتمامهم بلغ اعتزال ما سواه من كتب الحديث والتفرغ لتلاوته وتدبره، فقد ورد أنهم يختمون القرآن في ليالٍ معدودة، فهذا الأسود -رحمه الله- يقرأ القرآن في كل ليلة من رمضان، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر يختمه في كل ثلاث، وكان قتادة يختم في كل سبع دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كلَّ ليلة، وكان الزهري -رحمه الله- إذا دخل رمضان قال: “فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام”.

 

قراءة القرآن تحظى بمزية في كل أيام السنة، ويزيد هذا الفضل في رمضان، حيث تضاعف فيه الحسنات، ففي إجابة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز قال: يقول النبي ﷺ: “من قرأ القرآن وهو ماهرٌ فيه فهو مع السفرة الكرام البررة، ومن قرأه وهو عليه شاقٌّ ويتتعتع فيه فله أجران”. ثم إن الحسنات تضاعف إلى عشرة أضعاف، وفي رمضان إلى سبعمائة ضعف، وهذا فضل عظيم وغنيمة كبرى.

 

حفظ القرآن وتعليمه له مكانة عظيمة، وفي رمضان الأجر يتضاعف، ففي الحديث: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، وتزداد هذه الخيرية في شهر رمضان المبارك. ولعلي أشير هنا إلى اهتمام المملكة العربية السعودية بكتاب الله طباعةً وتعليمًا، ومن هنا أنشأت مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وأيضًا الجمعيات التي تعنى بكتاب الله، حيث خُصصت حلقات تُعقد في المساجد لتحفيظ القرآن لكل المستويات الطلابية، ومنها تخرج الكثيرون يحملون في صدورهم كتاب الله، ونالوا شهادات عليا، وصار لهم شأن كبير أئمة ومرشدين وعلماء في الشريعة وفي كل التخصصات العلمية، وذلك بفضل القرآن والاهتمام بحفظه وتلاوته.

 

وأختم بهذا الحديث، فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (أن جبريل عليه السلام كان يلقى النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن).

 

اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك.

 

✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب