
يستلهم الفنانون أعمالهم من انعكاس بيئاتهم المحيطة بهم، من شجر ونهر وبحر وما إلى ذلك، على غرار ذلك أشعلت رمال الصحراء القريحة لدى عديد من الشعراء والأدباء الذين نسجوا إبداعاتهم الخالدة، من حبات الرمل الذهبية إلى انحناءات الأرض التي يجد فيها الفنان ضالته، من هنا، استند "فن المملكة" Art of the Kingdom المعرض المتجول للفن السعودي المعاصر في محطته الثانية الذي افتتحته هيئة المتاحف في المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس في العاصمة الرياض ، بعد انتقاله من ريو دي جانيرو البرازيل، وتحقيقه نجاحًا باهرًا، إذ عكس المعرض السعودي سرديات ثقافية جديدة حول المملكة العربية السعودية وتاريخها، وثقافتها وذاكرة شعبها، عبر أعمال معاصرة لفنانين سعوديين، بالطبع، إنّ المشهد الفني قد تبدل على مر الأزمان والعصور، خاصةً مع انبثاق الثورة الرقمية والإنترنت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي و أنواع الوسائط على اختلاف أوجهها وأًطرها، مما انعكس على أشكال الفن وقوالبه المقدمة، إلا أن الهوية لاتزال حية ومكون لجوهر العمل في أساسه، فيما يتناول المعرض موضوعين رئيسيين هما الصحراء، وخصوصية التقاليد الثقافية وتطور الثقافة البصرية بين الماضي و الحاضر، و يبرز تقاطعهما مع مفاهيم من أهمها: الذاكرة، والوعي البيئي، والأصول، والهوية، فالآنف ذكره لا يجسد الثقافة والفن فحسب، بل يناقش القضايا المجتمعية البارزة التي تهم شرائح مختلفة على مر السنين، الجدير بالذكر أن المعرض سينتقل في محطته التالية إلى الصين، ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، إن تواجد مثل هذه المعارض يعكس الهوية السعودية الأصيلة للعالم، إذ تشكل الثقافة والفن أحد أذرع وأساسات القوة الناعمة التي تأخذ بدولة ما إلى مصاف الدول المزدهرة، وذلك مانعاصره ونشهده -حمدًا لله- بفضله تعالى ثم جهود القيادة الحكيمة والجهات المختصة وذات العلاقة، بغية الارتقاء بجميع المواطن والأصعدة والمجالات في المملكة.
✍🏼سهوب بغدادي
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات