المقالات

السراب والوهم: حكاية “اللي ما يطولي العنب حامض عنه يقول”

السراب والوهم: حكاية “اللي ما يطولي العنب حامض عنه يقول”

“اللي ما يطولي العنب حامض عنه يقول” مثل شعبي يعكس حالة من التبرير النفسي لدى الشخص الذي لا يستطيع الوصول إلى أهدافه أو تحقيق رغباته، فيقوم بتحويل مشاعره السلبية تجاه تلك الأهداف إلى مشاعر تحقير أو رفض لها. هذا المثل يمكن أن يكون مدخلًا لفهم سلوك بعض الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يملكون الآراء الصائبة والأهداف النبيلة بينما هم في الواقع يعيشون في عالم من الأوهام التي يحاولون إقناع الآخرين بها.

 

العديد من الأشخاص، خاصة في ظل التحديات التي نواجهها في الحياة، يعثرون على أنفسهم في مواقف قد تجبرهم على الاعتراف بأنهم لا يستطيعون الوصول إلى ما يرغبون فيه، فالبعض منهم لا يقبل هذا الواقع، ويختار أن يبرر فشله بعدم جدوى تلك الأهداف أو بالحط من قيمتها، فيقولون مثلًا: “العنب حامض” دون أن يعترفوا بأنهم فشلوا في الوصول إليه.

 هؤلاء الأشخاص يعيشون في دائرة مغلقة من الأوهام التي تتيح لهم التمسك بمفهوم التبرير بدلًا من مواجهة الواقع.

 

ويظهر هذا أيضًا في حياتنا اليومية مع الأشخاص الذين يعتقدون أنهم الأذكى أو الأكثر فهمًا، ولكنهم في الواقع قد يتحدثون من موقع يفتقر إلى الخبرة أو المعرفة الحقيقية. هم يظنون أنهم يملكون الإجابة المثالية لكل سؤال، لكنهم في الحقيقة يغرقون في الأوهام، رافضين الواقع، ومطلقين آراء لا تستند إلى أسس واضحة. 

هؤلاء لا يدركون أنهم بعيدون عن الواقع وأنهم في حالة من الوهم التي تمنعهم من التقدم والنجاح.

 

“اللي ما يطولي العنب حامض عنه يقول” هو في الحقيقة مثل يدعونا إلى التفكير في كيفية تعاملنا مع أهدافنا وطموحاتنا .. والخروج من دائرة الأوهام والانتقادات السلبية .

 

دمتم بود .. بقلم الكاتب أحمد الخبراني


 

دمتم بود ..

✍🏼بقلم الكاتب أحمد الخبراني