المقالات

نجاح الخطوة الأولى نحو الفضاء 

نجاح الخطوة الأولى نحو الفضاء 

✍️ ملهي شراحيلي

في مشهدٍ مهيب، سوف يتكرر كثيراً، خلال الشهور والأعوام القادمة بمشيئة الله تعالى، ودّع رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي، وعلي القرني، محطة الفضاء الدولية (ISS) على متن المركبة الفضائية عائدَين إلى الأرض، اليوم بعد تحقيقهما مستهدفات المهمة العلمية للمملكة، والتي تسعى للإسهام في الأبحاث العلمية التي تخدم البشرية، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالمياً، وبناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة، وذلك صحبة طاقم مهمة AX-2، الذي ضمّ أيضاً رائدي الفضاء بيجي ويتسون وجون شوفنر.

 

نعم سوف يتكرر هذا المشهد كثيراً، بحول الله وقوته، وسوف يأتي اليوم الذي يُدير ويشرف وينفّذ رحالات الفضاء سعوديون، وبأدوات سعودية، من مواقع سعودية بمشيئة الله تعالى.

أقول سوف يتكرر هذا المشهد كثيراً، لأن النجاح لابد وأن يعقبه نجاح، ولأن صانع المجد والنجاح، وعرّاب الرؤية السعودية الطموحة، لن يكتفي برحلة يتيمة، وإن تكللت هذه الرحلة بالنجاح، بفضل الله ثم بمتابعة ودعم وتحفيز القيادة الرشيدة، إلا أنها ليست سوى الخطوة الأولى نحو الفضاء.

 

هذه الرحلة التي إنتهت اليوم بعودة رائدا الفضاء السعوديان، ليست سوى البداية لرحلات فضائية سعودية، لن تنتهي في الفضاء، ولن تكتفي بالوصول لمحطة الفضاء الدولية، وإنما سوف تستمر بمشيئة الله تعالى، لتصل إلى ماهو أبعد من المجرّة، طالما أن رائد الطموح، وقائد المنجزات رأسه يشم الهواء. 

 

عاد اليوم رائدا الفضاء السعوديان، بعد أن أتما مهمتهما بنجاح ولله الحمد، يحذوهما الأمل في أن تُتاح لهما الفرصة مجدداً، لزيارة الفضاء، وأكّدا فخرهما واعتزازهما بالمشاركة في هذه التجربة العلمية الفريدة، التي تأتي ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي أطلقته الهيئة السعودية للفضاء، الهادف لتحقيق طموحات المملكة الفضائية، ومستهدفات رؤية السعودية 2030 الطموحة في صناعة الفضاء.

 

وحقيقة الأمر أن هذه الرحلة، لم يكن على متنها ريانة برناوي، وعلي القرني، فحسب، بل كان معهم ومن خلالهم المملكة العربية السعودية شعباً وقيادة.

 

لقد دشّنت المملكة العربية السعودية، من خلال هذه الرحلة، مرحلة جديدة من استكشاف الفضاء، والاستثمار في علومه المتخصصه، وذلك ضمن خططها وطموحها في مجال استكشاف الفضاء، وتعزيز مكانتها بين الدول التي تتسابق نحو الفضاء، ودعم قدراتها على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل، وقبل هذا وذاك، تأتي هذه الرحلة لتؤكد أن القيادة الرشيدة لا تألوا جهدا في تمكين أبنائها وبناتها في شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة.

ولقد صدق شوقي حين قال:

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي

وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ

إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا.