المقالات

الطب علم لا تنقطع أضواؤه

الطب علم لا تنقطع أضواؤه

 ✍️الكاتب/ مسفر ال شايع

الطب علم لا تنقطع أضواؤه

بعد طول ترقب وانتظار، بفضل الله تعالى وعونه حضرنا حفل تخرج الابن محمد من كلية الطب جامعة الملك خالد، حيث تولدت لدي أفكار متتالية وأحاسيس مختلفة شعرت خلالها بصغر الدنيا وسرعة مرور الوقت، تتبعت شريط الذكريات ابتداء بأول يوم دراسي له مرورا بكل مراحل دراسته. تذكرت خلالها مدى حرصه على التعلم واجتهاده ومثابرته وتفوقه وحصوله على شهادات الشكر والتقدير، ثم تذكرت مدى حرصه للحصول على معدل يؤهله دخول كلية الطب. واليوم ولله الحمد يتحقق حلمه بتخرجه وحضور أسرته وأقاربه ومحبيه حفل تتويجه.

 

عاش فترة دراسته بكلية الطب يتقلب على رمضاء التحديات وقساوة المجهود وعمق التفكر في حل المسائل وتحليل النظريات، وما بين خوف الفؤاد ولهفة المعرفة، جرب "أبني" المعنى "في مقالي هذا، عيون السهر وحمل هموم المستقبل وصاحب المراجع والكتب المعقدة، طالما عانى مشقة نهل العلوم النظرية وتطبيقاتها العملية لأنها لا تقبل التجريب ولا قليلا من نسبة الخطأ، لكنها أشرقت له شمس صروح التميز وأسرار النجاح بتوفيق ممن وهبه العقل والروح وأمده بمشاعر التفاؤل والطموح.

 

إنها رحلة علم لا تنقطع أضواؤه، نترجم عناوينها "بأن نهايتها هي البدايات"

حياة طالب جامعي أمضاها ٦ سنوات من المثابرة والهمة العالية في دراسة علوم الطب، وقد توجها مستعينا بالله بشعور التفاؤل والإقدام كي يحقق أعلى درجات التفوق في ركيزة من أثمن ركائز وبحور العلوم الإنسانية، 

 

فتى في مقتبل العمر خالط روحه وعقله وجسمه الشعور بأهمية مهنة الطب فتعلم وجرب سلوك البحث العلمي واستشعار أهمية التعلم والتدريب، كان شعاره الإيمان بالله ثم التوكل عليه سبحانه، متسلحا بمشاعر الصبر والإصرار والعزيمة التي لا تنهزم.

 

مع مرور الأيام وتحمل المشاق والمسؤوليات صُقلت تجربته وعلت همته ووفقه الله- فاستلهم عبق الطموح وتذوق بريق التميز. وفي يوم جميل طالما انتظره مع زملائه أطباء المستقبل حضرنا حفل تخرجهم وقلوبنا مليئة بالفرح والسرور والدعاء لهم بالتوفيق في مراحل حياتهم القادمة للعمل بكل أمانة وإخلاص لخدمة وطنهم ومليكهم، ومراعاة لحالات مرضاهم والاستزادة من العلم.

 

وما لفت انتباهي وحرك مشاعري هي كلمة عميد الكلية المؤثرة كإحدى فقرات الحفل، عندما تحدث عن جهود الآباء مع أبنائهم وطلب من الخريجين الوقوف احتراما لآبائهم وأمهاتهم، ثم أخذته العبرة حتى كاد أن لا يكمل كلمته، عندها تأثرت وشعرت بالدموع وإحساس غريب انتابني خلال ما تبقى من الحفل.

هنا شعرت بقيمة المسؤول وقدره الكبير عندما يزرع القيمة بسلوكه وأفعاله ونشاطاته الواقعية ولا تغره المناصب والألقاب واثقا من علمه واضعا نفسه في مكان الأب الحاني والمربي الفاضل لطلبته، حيث تجد كلماته تعبر عن مدى استشعاره للمسؤولية وعظمتها، وهنا تكون عباراته نابعة من القلب لا تصنع فيها ولا تكلف، فله مني فائق التقدير والاحترام.

 

وحيث أن للمقام رساله، فرسالتي يابني إليك وصيا الرسول صلى الله عليه وسلم التالية:-

عن أبي ذر – رضي الله عنه - قال:

أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بخصال من الخير:

أوصاني أن لا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أنظر إلى من هو دوني. وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم.

وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت.

وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم.

وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرا.

وأوصاني أن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة.

 

 الكاتب/ مسفر ال شايع