المقالات

ظاهرة جديدة .. نقص السمع الناجم عن الضوضاء

ظاهرة جديدة .. نقص السمع الناجم عن الضوضاء

أقلام الخبر - مقالات 

كل يوم نتعرض للأصوات في بيوتنا مثل: أصوات التلفاز والأجهزة المنزلية والحركة المرورية. عادة تكون هذه الاصوات في مستويات

 آمنة لاتضر بالسمع. لكن يمكن أن تكون الأصوات ضارة عندما تكون عالية جدا, حتى لو كانت لفترة وجيزة. يمكن أن يسبب الضوضاء تلف للأذن الداخلية مما يؤدي الى فقدان السمع الناجم عن الضوضاء.

فقدان السمع الناجم عن الضوضاء قد يحدث في جميع الأعمار، ويشمل: الأطفال والمراهقين والشباب وكبار السن. قد يكون مؤقت وقد يكون دائم, قد يكون في جهة واحدة وقد يشمل الجهتين. وبغض النظر عن مدى تأثيره وضرره علينا إلا أنه من المؤكد هناك عدة طرق لتجنبه سنتطرق لذكر أهمها في هذا المقال.

تشير الدراسات الامريكية في عام 2011-2012 أن هناك مايقارب 40 مليون بالغ في الولايات المتحدة الامريكية يعانون من نقص السمع الناجم عن التعرض للضوضاء العالية. وفي دراسة أخرى عام 2005-2006 أوضحت أن هناك تقريبا 17% من فئة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12-19 سنة يعانون من نقص السمع بسبب الضوضاء. ومن يقرأ هذه الأرقام يدرك خطورة هذا الموضوع

على المجتمعات في المستقبل.

وعلى سبيل المثال لا الحصر: أصوات إطلاق النار ومعسكرات التدريب, هواية الصيد, الاستماع الى مشغلات الصوت بصوت عالي من خلال سماعات الاذن أو سماعات الرأس, حضور الحفلات الصاخبة, أدوات النجارة, كلها تعتبر عوامل خطورة وتستدعي اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية السمع من الضرر. يقاس الصوت بوحدات تسمى ديسيبل. الأصوات عند 70 ديسيبل أو أقل منه ، حتى بعد التعرض الطويل ، من غير المحتمل أن تسبب فقدان السمع. ومع ذلك ، فإن التعرض الطويل أو المتكرر للأصوات عند 85 ديسيبل أو أعلى يمكن أن يسبب فقدان السمع. كلما ارتفع الصوت ، كلما كان الوقت الذي يستغرقه الضرر أقصر.

بالإمكان قياس الضوضاء في البيت وجهة العمل عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية, وجودك في ضوضاء تعادل 85 ديسيبل أو أكثر

يعرضك للخطر ويستدعي منك اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. فيما يلي توصيات منظمة الصحة العالمية للوقت المسموح فيه التعرض للضوضاء حسب قياسها بالديسبل: 85 ديسبل: لايزيد عن 8 ساعات, 90 ديسبل: لايزيد عن 4 ساعات, 95 ديسبل: لايزيد عن ساعتان, 100 ديسبل: لايزيد عن نصف ساعة.

ماهي أعراض ضعف سمع الأذن الداخلية نتيجة التعرض لضجيج؟

تشمل الاعراض صعوبة فهم الكلام وخاصة الكلمات التي من الصعب التمييز بينها, حيث يمكنك سماع الكلام لكن تواجه صعوبة في فهم مايقوله الاخرون حتى لو كانوا يرفعون أصواتهم. تشمل الاعراض الاخرى: وجود طنين أو ألم في الأذن بعد التعرض للضوضاء العالية, ملاحظة من حولك أنك تتحدث بصوت عالي. يتم التشخيص عن طريق تخطيط السمع بعد زيارة أخصائي السمع.

هل يمكن الوقاية من فقدان السمع الناجم عن الضوضاء؟

فقدان السمع الناجم عن الضوضاء هو النوع الوحيد من فقدان السمع الذي يمكن الوقاية منه تما ًما. إذا فهمت مخاطر الضوضاء وكيفية الحفاظ على صحة سمعية جيدة ، يمكنك حماية سمعك مدى الحياة. إليك الطريقة: اعرف الضوضاء التي يمكن أن تسبب الضرروقم بقياس مستوى الضوضاء في الأماكن التي تقضي فيها وقت طويل. قم بارتداء سدادات الأذن أو غيرها من الأجهزة الواقية عند قضاء وقتك في نشاط صاخب (تتوفر سدادات أذن حماية للسمع وغطاء للأذنين في متاجر الأجهزة والسلع الرياضية). إذا لم تتمكن من تقليل الضوضاء أو حماية نفسك منها ، ابتعد عنها. انتبه للضوضاء الخطرة في البيئة. احرص على حماية آذان الأطفال الصغار كذلك لحماية آذانهم. اجعل العائلة والأصدقاء والزملاء على دراية بمخاطر الضوضاء. قم بزيارة طبيب الانف والاذن والحنجرة واختبار سمعك إذا كنت تعتقد أنك مصاب بفقدان السمع.

بقلم د. عبد العزيز راجح العنزي

استشاري مساعد في تخصص جراحة الانف والاذن والحنجرة في مدينة الملك عبدالعزيز

 الطبية للحرس الوطني بمدينة جدة