الرياض -أقلام الخبر
شهدت أعمال المجلس العالمي الـ (61) لمخططي المدن والأقاليم (ISOCARP)، الذي تستضيفه أمانة منطقة الرياض، في اليوم الثالث جلسات متخصصة في التخطيط الحضري، ومستقبله والاستفادة من الأدوات التقنية في تطويره.
وتطرق المشاركون إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على بناء أدوات تخطيط حضري متقدمة في أيام بدل شهور، مما يُغيّر جذريًا طريقة عمل المخططين، ومعظم المدن حول العالم تتشارك التحديات نفسها، والذكاء الاصطناعي يسهّل نقل الحلول الناجحة من مدينة لأخرى، وسوق العمل مقبل على تغيّر واسع.
وأكدوا على أن التخطيط الحضري يجب أن يقيس قدرات الناس وخياراتهم، لا مجرد عدد المشاريع المُنجزة، لافتين إلى أن المدن الذكية الحقيقية ليست تقنية فقط، بل هي مدن تُعزز صوت المواطن ومشاركته، مشيرين إلى أن جودة الحياة هي المعيار الأعلى لنجاح المدن، والركائز الثلاث للتخطيط المستقبلي هي: المرونة والذكاء والقدرات البشرية.
وأوضحوا أن الاستشراف ليس فقط لتوقّع المستقبل، بل لصنع مستقبل أفضل من خلال تحديد ما نريده ومعرفة ما قد يهدده، والاستشراف المكاني يجب أن يراعي خمسة أبعاد متداخلة: الاجتماعي، التكنولوجي، الاقتصادي، البيئي، والسياسي، وكلها ذات بُعد مكاني واضح.
وأوضحت متخصصات في جلسة عن تمكين المرأة كقائدة في التخطيط الحضري أن قوة المرأة في التخطيط الحضري تكمن في بناء الروابط والثقة داخل المجتمع، وأن استبعاد النساء من التخطيط والقرارات الحضرية يقود إلى نتائج غير عادلة أثبتتها التجارب حول العالم، مشددات على دمج النساء بشكل واعٍ ومقصود ينتج حلولًا أكثر شمولًا وفعالية للمجتمعات والأسر.
في السياق نفسه، تناولت أعمال المجلس العالمي الـ (61) لمخططي المدن والأقاليم (ISOCARP) جلسة عن أهمية التبادلات الدولية من خلال دبلوماسية المدن.
وأوضح كبير المستشارين في المدن والمناطق ومستقبل التحضر في "CBE FACSS" البروفيسور غريغ كلارك، أن التحضر العالمي خلال 100 عام (1980-2080) يمثّل أكبر تحول ديموغرافي في تاريخ البشرية من خلال تضاعف نسبة سكان المدن، وتضاعف العدد الإجمالي أربع مرات، ونمو المدن الكبرى بشكل غير مسبوق، وهذا التحول يحدث بالتوازي مع استمرار قوة الدولة القومية، مما يخلق فجوة بين مدن تتغير بسرعة ودول تتغير ببطء.
من جهته، أكد الوكيل المساعد للإستراتيجية والتميز المؤسسي في أمانة منطقة الرياض الدكتور رياض آل الشيخ، أن العالم متجه بقوة نحو التحضر، حيث سيعيش أكثر من 70% من البشر في المدن بحلول 2050.
وأضاف أن الرياض تخوض أحد أكثر التحولات طموحًا بين مدن العالم، بدعم رؤية 2030، مبينًا أن دبلوماسية المدن أصبحت ضرورة لبناء شراكات دولية تعزز قدرات المدن على مواكبة التحولات السريعة.
وأشار إلى سلسلة من الزيارات الدولية لتبادل الخبرات، تشمل سنغافورة، إسبانيا، وأستراليا، مؤكدًا على أن بناء الجسور بين المدن يعتمد على السياسات المشتركة، الابتكار، والمشاريع المتبادلة، لافتًا النظر إلى أن الثقة هي العنصر الحاسم في تحويل الشراكات إلى نجاح مستدام
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات