الثقافية

“رمضان في أبو السلع: روحانية وتقاليد متوارثة”

“رمضان في أبو السلع: روحانية وتقاليد متوارثة”

 ✍🏻 أُسام بن علي موكلي

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تبدأ قريتي أبو السلع استعداداتها لاستقبال هذا الشهر الفضيل بأجواء مليئة بالروحانية والفرح، حيث يجتمع الأهالي كبارًا وصغارًا للمشاركة في تقاليد متوارثة تعكس القيم الأصيلة للمجتمع. رمضان في أبو السلع ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو موسم للخير والعطاء، حيث تتجلى فيه معاني التآخي والمحبة بين أفراد المجتمع.

 

الزينة والبهجة في كل مكان

تبدأ مظاهر الاستعداد فيها بتزيين الشوارع والمنازل بالفوانيس المضيئة والأضواء الملونة، التي تضفي أجواء ساحرة تبعث على البهجة والسرور. وتُعد هذه الزينة جزءًا أساسيًا من طقوس استقبال الشهر الكريم، حيث يحرص الأهالي على تزيين أبواب منازلهم وساحاتهم بروح إبداعية تعكس محبتهم لهذه المناسبة العظيمة.

 

الأسواق تنبض بالحياة

قبل حلول رمضان بأيام، تشهد الأسواق في قريتي أبو السلع حركة نشطة، حيث يتوافد الأهالي لشراء التمور والمكسرات والمستلزمات الرمضانية الأخرى. ورغم بساطة الحياة في القرية، فإن العادات والتقاليد المتوارثة تضفي على رمضان طابعًا مميزًا، حيث تحافظ الأجيال على عادات تحضير الأطعمة التقليدية، مثل الحساء، والسمبوسة، والمشروبات الرمضانية التي تزين موائد الإفطار.

 

روحانيات الشهر الفضيل

تنبض المساجد بالقرية بالحياة مع بداية الشهر المبارك، حيث يحرص الأهالي على تجهيزها وتعطيرها بالبخور استعدادًا لصلاة التراويح والقيام. وتتحول القرية إلى واحة روحانية، حيث يتوافد الصغار والكبار إلى المساجد في أجواء تملؤها الطمأنينة، ويعلو صوت القرآن الكريم في كل زاوية من زوايا المساجد، ما يعزز الأجواء الإيمانية التي تميز هذا الشهر المبارك.

 

الأنشطة والفعاليات الرمضانية

أما الأنشطة والفعاليات والمسابقات الرمضانية، فتجدها في كل حارة من حواري قريتي أبو السلع، حيث يجتمع الأطفال والشباب للمشاركة في ألعاب تنافسية، ومسابقات ثقافية ودينية تعزز روح رمضان وتبعث الفرح في القلوب. وتتنوع هذه الفعاليات بين مسابقات القرآن الكريم، وأسئلة تاريخية عن الشهر الفضيل، بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية تزيد من الألفة بين أهالي القرية.

 

التكافل الاجتماعي ومبادرات الخير

في أبو السلع لا تقتصر مظاهر الاحتفال برمضان على الزينة والعبادات فقط، بل تتجلى أيضًا في روح العطاء والتكافل الاجتماعي. يحرص الأهالي فيها على تقديم المساعدات للعائلات المحتاجة والأسر المتعففة، سواء عبر توزيع السلال الغذائية أو إقامة موائد الإفطار الجماعي، التي تجمع الجميع على مائدة واحدة في مشهد يعكس روح التضامن والتآخي.

 

رمضان.. أكثر من مجرد شهر

بالنسبة لنا، رمضان ليس مجرد شهر للصيام، بل هو مناسبة سنوية يتجدد فيها الإيمان، وتقوى فيها الروابط الاجتماعية، وتُبعث فيها مشاعر الحب والتعاون. فهو شهر يحمل معه الخير والبركة، ويجدد الأمل في القلوب، ويعزز القيم التي تجعل المجتمع أكثر تماسكًا وقوة.

 

ومع قدوم رمضان، يبقى الدعاء واحدًا: اللهم بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام، واجعلنا فيه من الفائزين برحمتك ورضوانك.

 

وهكذا، تستعد قريتي أبو السلع لاستقبال هذا الشهر الكريم بكل حب وشغف، سائلين الله أن يجعله شهر خير وبركة على الجميع.

27 فبراير 2025م