من الأمثال التي تُبيِّن درجة الجمال في معناها وتأثيرها، فيصير الصعب سهلاً، والمستحيل ممكناً، والشخص المكروه محبوباً.
الكلام الجميل، ومنه المثل المشار إليه، غير أنه خُلق رفيع، فإنه دليل تواضع ومعرفة، وفيه تظهر الحكمة وعلامات النبل والذكاء، وأيضاً سرعة البديهة في المبادرة بالجواب وكسب المواقف.
القدرة على بقاء العلاقات بين الناس قوية ومستمرة ناتجة عن قدرة الأشخاص على الحوار بطرق تُسخِّر كل التجارب، بما في ذلك الأمثال، بشكل صحيح وسريع.
لعل الكثيرين لاحظوا أن نسبة كبيرة من الناجحين في الحياة وفي العلاقات هم من يتحلَّون بالتواضع ويستخدمون الكلمة الطيبة مع كل من يقابلهم، كبيراً أو صغيراً.
(العين ما تعلى على الحاجب) مثل شعبي ربما قائله إنسان عادي، لكنه يملك عقلاً كبيراً وفهماً واسعاً. ثم لا ننسى أن الحكمة ليست وقفاً على أحد كبير أو متعلم؛ هي عطاء من الله قبل أن تكون مكتسبة بعلم أو خبرة. قال الله تعالى: “يؤتي الحكمة من يشاء”، وقال: “ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً”. وفي الأدب العربي:
إذا امتلأت كفُّ اللئيمِ من الغنى
تمايل إعجاباً وقال أنا أنا
ولكن كريمُ الأصلِ كالغصنِ كلَّما
تحمَّلَ أثماراً تواضع.
التواضع، أو العين ما تعلى على الحاجب، طريق الناجين في العمل، والإقرار بقدرات الآخرين: علماء، وآباء، وأمراء، ورؤساء. فلا تهوِّن من آرائهم وقدراتهم ومكانتهم ونجاحاتهم. وكن حكيماً تُوهب لك الحياة.
✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات