تقارير أقلام الخبر - ملهي شراحيلي
يستعد أهالي جازان، هذه الأيام لاستقبال موسم الخضير، وهو باكورة موسم حصاد الذرة.
ويعتبر الخضير من أشهر المواسم الزراعية، وهو الحبوب الرفيعة من الذرة الحمراء أو البيضاء، يتم قطفها خضراء طرية.
ينطلق موسم الخضير الزراعي أواخر شهر نوفمبر من كل عام وهو منتج زراعي مرتبط بالموروث الجيزاني، وتُصنع من تلك الحبوب العديد من الأطباق الشهية مثل “المفالت” والمسهى وعيش التنور، وأيضاً يستخدم خبز الخضير في صناعة طبق “المرسة” الشهير في منطقة جازان.
ويقدّم «الخضير» بعدة طرق، فمنهم من يفضله على شكل أقراص من الرغيف، وذلك بخبزها في التنور، ومنهم من يفضله على شكل حبوب يتم طبخها في الماء، مع إضافة كميات الملح ويعرف بـ«المسهى»، كما أنّ هناك مأكولات يعدُّ «الخضير» أهم مكوناتها كـ«المفالت» و«الثريث».
أما «الشويط»، فهو عبارة عن شوي سنابل الذرة، وكان يأكلها حماة المزارع.
يمر موسم زراعة الذرة بسبع مراحل قبل الوصول إلى مرحلة النضج، وهي:
① مرحلة المعاصرة.
② مرحلة الجضم.
③ مرحلة الصفو.
④ مرحلة الخريط (أول مراحل نمو الحبة).
⑤ مرحلة النجيف بداية نضوج الحبّة، وهنا يمكن أكله مشوياً ويسمّى شويطاً أو مغلياً ويسمّى مسهل أو مسهى.
⑥ مرحلة الخضير، وتكون حبوب الذرة صالحاً للطحن والخبز.
⑦ مرحلة الذرة كاملة النضج (موسم الحصاد).
وسبب تسمية "الخضِير" بهذا الاسم نسبة للون حبوب سنابل الذرة ، حيث تُقطف ولونها أقرب إلى الخضرة وهي لا تزال في أولى مراحل نضجها ، وفي هذه المرحلة تكون حبات الذرة طرية وسهلة في الطحن من حبوب الذرة بعد الحصاد عندما تكون صلبة في العادة وذلك لاكتمال نضجها ومرور فترة زمنية عليها بعد حصادها واستخراجها من سنابلها وتخزينها بطرق يعرفها أصحاب المزارع خاصة كبار السن منهم.
تنتشر مزارع الذرة في محافظات : صبيا، وبيش، وأبوعريش، وضمد، وصامطة، وأحد المسارحة، والحُرّث، والمراكز والقرى التابعة لها التي تشهد وفرة في محاصيل الذرة خاصة الحقول القريبة من الطريق العام في عدة مواقع تسترعي اهتمام الأهالي والزائرين للوقوف وشراء منتج جازان من الذرة الطرية المسمّى : "الخضير".
ويعرض "الخضيِر" للبيع على شكل حزم متوسطة الحجم تراوح أسعارها بين 20 و 30 ريالا للحزمة حسب نوعية الخضير والكمية المتوافرة بكل حزمة من سنابل الذرة، أو على شكل حبوب تم فصلها عن سنابلها ليباع الكيلو من الذرة البيضاء بـ 30 ريالا ومن الذرة الحمراء بـ 25 ريالا، نظرا للإقبال والجودة الذي عرفت به الذرة المعروفة بلونها الأبيض.
وتتم عملية التحضِيِر للخضير كوجبة غذائية بطرق مختلفة حيث يبدأ المزارعون بقطف سنابل الذرة ،ويتم جمع الحبوب وفصل الحبة عن سنبلتها بعد ضربها بعصا في عملية تسمى " الخبيط"، لتقوم ربات البيوت بعد ذلك بجمع حبات الذرة وغسلها بالماء وطحنها بشكل جيد حتى تصبح جاهزة لعملية الطبخ.
وفي المطبخ تتفنن ربات المنازل في صناعة أطباق مختلفة من الخضير ، فمنهن من تقدمه على شكل رغيف يتم إعداده وخبزه في التنور ليؤكل مع الحليب واللبن أو تعد منه أكلة "المرسة" الأكلة الأشهر في جازان بعد مزج الخضير بالموز والسمن والعسل ، أو وجبة "المفالت" وهي وجبة غنية بمكوناتها الغذائية عالية القيمة ومنها الحليب والسمن والعسل ، وهناك من يفضل تناول الخضير بعد طبخه بالماء سلقاً ويضاف إليها الملح كما يفضله البعض مشوياً في سنابله.
ويمتاز "الخضِير" بنكهة مميزة وطعم فريد لا يمكن أن يجده المتذوق في الحبوب حال اكتمال نضجها، ما يجعل الأهالي يتسابقون على تقديمها كهدايا يقدمها أصحاب المزارع لجيرانهم الذين لا توجد لديهم مزارع أو لم يتمكنوا من زراعة الذرة خلال الموسم.
ويحتل الخضير مساحة كبيرة ليس فقط من المائدة الجازانية، بل وأيضاً له حيز واسع في الموروث الشعبي الأصيل للمنطقة، و هو من المميزات النسبية التي تمتاز بها جازان عن غيرها من مناطق المملكة، ولذلك فقد حرص المسؤولون في جازان، على إبراز هذه الميزة والاحتفاء بها سنوياً، من خلال مهرجانات الخضير، ومنها مهرحان "عذق" وغيره من مهرجانات الخضير في عدد من محافظات وقرى جازان.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات