الثقافية

الدكتور تركي بن عبيد : السلام هو الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات الإنسانية والدول

أقلام الخبر تحاور الدكتور تركي بن عبيد في حوار خاص عن مفهوم السلام

الدكتور تركي بن عبيد : السلام هو الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات الإنسانية والدول

الرياض - أقلام الخبر 
حوار : أحمد الخبراني 

في البداية نرحب بكم دكتور تركي بن عبيد وأنتم أصحاب الفكر النيّر وأصحاب المبادرات العلمية والاجتماعية التي كان لها الأثر الإيجابي لعدد من الجوانب المهمة التي تخدم كيان ووطنا الغالي، في حوارنا هذا اليوم الذي نتطرق فيه لموضوع مهم جداً ألا وهو (السلام) ماذا يقول اليوم الدكتور تركي بن عبيد عن (السلام) :

‏أفتحح كلمتي بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "، فالسلام هو الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات الإنسانية والدول، وهو تشريعٌ إلهيٌ يحاكي الفطرة السليمة للإنسان، لأن الأصل في الحياة هو السلام، والبحث عن أسباب الأمن والاستقرار والرخاء، والبعد عن كل ما يؤدي للخراب والحروب والدمار، وتدمير القوى، وتبديد الخيرات. السلام هو أمان الفرد على النفس والمال، وهو معنى عظيم لا تتحقق طمأنينة الفرد والمجتمع واستقرارهما إلا به، فلا يستطيع الفرد أن يمارس أمور حياته الضرورية من دراسة وعمل وعلاقات اجتماعية دون الشعور بالأمان.


جميل دكتور تركي إذا تحدثنا عن السلام من ناحية التطور والنهضة هل هناك رابط بينهما: 

السلام درب الفرد إلى الإبداع وتحقيق التقدّم العلمي والعمراني، مما يجعله أمراً ضرورياً لنماء المجتمعات وتطورها وازدهارها، بالإضافة إلى أنّ ما تنفقه الدول في حالات الحرب من أموال تنفقها في تسلحها العسكري، أو في ترميم ما نتج عن حروبها من دمار وأضرار تستطيع أن تسخّره في تطوّرها في كافات المجالات.

من حديثكم دكتور أن السلام هو درب الفرد لتحقيق التقدم والإبداع . . كيف يستطيع الفرد اليوم تنمية وغرس مفهوم السلام لكي يحقق أهدافه التي يطمح إلى تحقيقها:

 
‏طريق السلام بحاجة إلى وسائل احترافية تمكنه من بسط نفوذه وفرض رؤاه وفقاً للأطر المنطقية المنصفة بمعزل عن تعنت أو تزمت أو هروب من الواقع، عمق الرسالة السماوية هي بناء الأرض وإعمارها،و الحوارات الفاعلة والداعمة لسعادة البشر تتطلب العون من رب العالمين في إحلال البركة على العالم أجمع، ليترك الصالحون بصماتهم المضيئة تنضح إشراقاً كلما أسهموا في زيادة حيز الخير وتناقلتها الأجيال ولما ستخلفه من معالم إنسانية رفيعة ترنو إلى إسعاد البشر وبناء الأرض وإعمارها في جو تسوده الألفة وروح التعاون.

لو تطرقنا دكتور تركي للجانب الدولي أو المجتماعات الدولية هل نحن اليوم بحاجة لتفعيل مفهوم السلام لكي يعيش العالم بحب وسلام:

إن الوقت قد حان للإدارة الدولية  والموضوعية وتفعيل تحقيق سلام شامل وبموجب الالتزام الأدبي والأخلاقي تجاه منح الشعوب المحبة للسلام حقوقها المعنوية والاعتبارية التي تحفظ لها سلامها وكرامتها من خلال المعايير المنصفة، وهذا ما يتمناه الجميع ويعيش من أجله الجميع، بدون تحيز والإصغاء لصوت الحكمة وتحكيم العقل بعيداً عن الانفعال ومصادرة الهدف بسوء استخدام الوسائل.  

أخيراً ماذا يقول الدكتور تركي بن عبيد :

أقول إن الحوارات الداعمة لسعادة البشر  وخدمة الانسان ما هي إلا جسر لطلب عون رب العالمين في إحلال البركة وأساس هذاهو الإنصاف في العلاقة الإنصاف في المشاعر، الإنصاف في التفاعل الصادق مع القضايا المختلفة، وستظل الرموز المخلصة مصدر اعتزاز وفخر الجميع، ليترك سفراء السلام والسعادة بصماتهم المضيئة تنضح إشراقاً، كلما أسهموا في زيادة حيز الخير الذي يتسع للجميع ويستحقه الجميع العالم اليوم أحوج بنا أن ننقل رسالة سلام للعالم    لكي تهنأ بالحياة الكريمة، بعيداً عن الحروب المدمرة، والصراعات المفتعلة، وهو ما تنادي به المملكة في جميع المحافل الدولية دمتي بخير يابلادي ودام الله علينا نعمة الامن والامان والاستقرار والازدهار. 

شكراً لكم دكتور تركي لقبولكم الدعوة وعلى طرحكم الثري عن مفهوم السلام الذي لطالما نحن اليوم بحاجة ماسة لتنمية مفهومة ذاتياً ومجتمعياً وعالمياً.. كل التقدير والامتنان ونلتقيكم في حوارات قادمة.