السياسة

إيران والمتاجرة بالقضية الفلسطينية

إيران والمتاجرة بالقضية الفلسطينية

أقلام الخبر 

 

 

منذ بدء العلاقات الإيرانية الفلسطينية قبل الثورة الإيرانية في عام 1979م, تنامت العلاقات الإيرانية والفلسطينية التجارية والعسكرية بشكل سري دون علم إسرائيل، ومع ذلك احتفظت ايران بالعلاقات السرية مع إسرائيل في نفس الوقت، وفي أثناء الحرب 1967م، قدمت إيران للمقاتلين الفلسطينيين الأموال والأسلحة ومع ذلك خسرت فلسطين الحرب، ليأتي بعدها الفلسطينيون ليطالبون إيران باللجوء، لكن إيران رفضت تقديم المأوى للفلسطينيين للمحافظة على علاقتها مع إسرائيل، وفي نفس السياق يقول خبراء أنه على مدى 42 عام منذ اندلاع ثورة إيران، لم تقدم طهران للقضية الفلسطينية سوى التآمر ودعم الانفصال والانقسام بين الشعب الفلسطيني، وشارك في هذا الخراب في فلسطين جماعة الأخوان التي رأت في التقارب مع إيران الملاذ والأمان لها في خضم النبذ الذي يعيشه هذا التنظيم الإرهابي. 

 

وفي السياق، نبهت الدكتورة دلال محمود، التي تعمل مديرا لبرنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، إلى أن العلاقات بين الإخوان وإيران تقوم على توظيف الإسلام السياسي، ونوهت إلى أن هذا التوافق يوفر عدم التعارض بين الطرفين في أغلب الأحوال، وربما تبادل بعض الخبرات والخدمات، وهو ما يوظف لصالح مشروع الإخوان التوسعي، ومشروع الهلال الشيعي، عن طريق الوكلاء ودعمهم لبعضهم البعض في مناطق النفوذ المستهدفة والتي تتقاطع عند مصر ومنطقة الخليج، وذكرت: "هؤلاء الوكلاء ورعاتهم يؤثرون سلبا على استقرار المناطق المستهدفة وأمنها"، وذكر الدكتور أحمد قنديل، خبير الشؤون الدولية والآسيوية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك تشابها فكريا بين الجماعة ونظام الحكم بطهران يقوم على توظيف واستغلال الدين في العمل السياسي، فضلا عن استغلال الأيديولوجية الدينية لتجنيد مؤيدين جدد، ولفت إلى أن هذا التحالف ومعه تركيا يسهم على زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، معتبرا أن "الاصطفاف الإيراني مع الإخوان يعبر عن مصالح مشتركة بينهما تقوم على الانتهازية والبرجماتية والنفعية".

 

والتخريب الإيراني لم يتوقف على فلسطين، فقد كشف العديد من المسؤولين الإيرانيين عن معلومات حول تقديم إيران مساعدات للولايات المتحدة الأميركية، في حربها على العراق عام 2003م. يقول النائب السابق للرئيس الإيراني محمد علي أبطحي في كلمته أمام مؤتمر “الخليج والتحديات”: “لولا الدور الإيراني المتعاون لما تمكنت أميركا من إسقاط كابول وبغداد”. وهذا ما أعاد تأكيده “هاشمي رفسنجاني” عام 2005م، خلال حملته الانتخابية. وعلى الرغم من رفع الخميني في وقت سابق شعار “الطريق إلى القدس يمر ببغداد”، إلا أن سقوط العاصمة العراقية لم يدفع القوات الإيرانية نحو القدس لتحريرها. 

 

 وفي نفس الوقت الذي تدعم فيه إيران الفصائل الإرهابية في الدول العربية لتنفيذ اجندتها، تندلع الاحتجاجات في أغلب المدن الإيرانية بسبب قرارات الحكومة في خفض الدعم مما تسبب في رفع الأسعار بنسبة تصل إلى 300%، لمواد غذائية، كما رفعت الحكومة الإيرانية أسعار بعض السلع الأساسية ومنتجات الألبان في البلد الذي يعيش ما يقرب من النص من سكانه تحت خط الفقر بحسب الأرقام الرسمية.