حائل – أحمد الخبراني
خيّم الحزن على منصات التواصل الاجتماعي عقب وفاة مشهور سناب شات المعروف بـ أبو مرداع، الذي وافته المنية إثر حادث مروري أليم وقع بمنطقة حائل، أثناء وجوده برفقة صديقه المعروف بـ أبو حصة وعدد من المرافقين، في رحلة لم يكن يدري أنها ستكون الأخيرة.
لم تكن حياة أبو مرداع سهلة منذ بدايتها؛ فقد فقد والدته في وقت مبكر وعاش يتيمًا، كبر وهو يحمل وجع الفقد بصمت، لكنه لم يسمح له أن يصنع منه شخصًا قاسيًا، بل زاده قربًا من الناس وبساطة في التعامل، وكأن اليُتم علّمه كيف يكون إنسانًا قبل أي شيء آخر.
اختار أن يخفي ألمه خلف ابتسامة صادقة، وأن يمنح من حوله خفة ظل وراحة، دون أن يحدّثهم كثيرًا عن تفاصيل وجعه.
وبرز اسم أبو مرداع عبر منصة سناب شات من خلال مقاطع يومية بسيطة، اتسمت بالعفوية وروح الدعابة واللهجة المحلية القريبة من القلب، دون تصنّع أو إثارة، معتمدًا على صدق اللحظة، ما جعله قريبًا من شريحة واسعة من المتابعين، خصوصًا فئة الشباب.
إلى جانب صناعة المحتوى، كان أبو مرداع حاضرًا في التجمعات الاجتماعية والرحلات البرية، ويشارك في لقاءات وفعاليات بسيطة، يظهر فيها كما هو، دون أقنعة أو مبالغة، مؤمنًا بأن المحتوى وسيلة تواصل لا وسيلة استعراض.
وجاءت رحلته الأخيرة إلى منطقة حائل برفقة مجموعة من أصدقائه المعروفين باسم قروب أبو حصة، وهو قروب اعتاد القيام برحلات ترفيهية واجتماعية وتوثيقها عبر مواقع التواصل، وكان الهدف من الرحلة — كما جرت العادة — قضاء وقت ترفيهي وتوثيق بعض المواقع واللقاءات مع المتابعين.
وبحسب بيان الجهات المرورية، وقع الحادث نتيجة تصادم مروري أدى إلى وفاة أبو مرداع في موقع الحادث، فيما أُصيب صديقه أبو حصة ومرافقهم بإصابات متفاوتة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، وقد باشرت الجهات المختصة الحادثة فور وقوعها واستكملت الإجراءات النظامية.
رحل أبو مرداع، لكنه لم يرحل من الذاكرة.
رحل وهو الذي عاش اليُتم بصمت، واختار أن يكون خفيفًا على قلوب الآخرين، كريمًا في ضحكته، صادقًا في حضوره.
ترك خلفه أثرًا أكبر من عدد المتابعين… أثر إنسان عرفه الناس كما هو، فحبّوه كما هو.
رحم الله أبو مرداع، وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات