أقلام الخبر - سلطان الفيفي 

قاد النجم الفرنسي كريم بنزيما فريقه الاتحاد إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد أن خطف الأضواء وسجل ثلاثية حملت توقيعه، ليقود "العميد" إلى فوز كبير على الشباب بأربعة أهداف مقابل هدف، في المواجهة التي احتضنها استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة، مساء السبت، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من البطولة.

وبتأهل الاتحاد، اكتملت أضلاع المربع الذهبي، إلى جانب الهلال الذي تجاوز الفتح، والأهلي الذي أزاح القادسية بعد مباراة ماراثونية، فيما حقق الخلود مفاجأة مدوية بإقصاء الخليج.

المباراة بدأت بإيقاع هجومي عالٍ من جانب الاتحاد الذي أظهر نيته المبكرة في السيطرة وامتلاك زمام الأمور، مدفوعًا بثقة جماهيره وأسماءه الثقيلة بقيادة بنزيما. إلا أن الشباب تعامل بذكاء مع الاندفاع الاتحادي، واعتمد على الهجمات المركزة، ليخطف هدف التقدم عند الدقيقة 14، بعد عرضية متقنة من همام الهمامي، حولها عبد الرزاق حمد الله برأسية محكمة إلى شباك غروهي، معلنًا تقدم الشباب في توقيت مهم.

تأخر الاتحاد لم يدم طويلًا، إذ أشعل محمدو دومبيا المباراة مجددًا بهدف رائع في الدقيقة 19، عندما أطلق تسديدة صاروخية من خارج المنطقة، استقرت في مرمى الشباب، ليعيد الاتزان إلى كفة اللقاء، ويفتح الباب أمام عودة اتحادية قوية.

استمر الاتحاد في فرض إيقاعه الهجومي، وأهدر لاعبوه فرصًا عدة، قبل أن تظهر خبرة بنزيما وحضوره التهديفي، إذ نجح في الدقيقة 30 في تسجيل الهدف الثاني بعد مجهود فردي مميز، وضع به فريقه في المقدمة لأول مرة، وسط تصفيق مدرجات العميد.

الشوط الثاني شهد محاولات شبابية للعودة، وكاد همام الهمامي يعدل النتيجة في الدقيقة 58، إلا أن تقنية التسلل حرمت الشباب من هدف بدا في غاية الأهمية، بعدما سبقه أسيست مميز من كاراسكو الذي انطلق من الجبهة اليسرى بكفاءة عالية.

وواصل الاتحاد تفوقه الفني والاستحواذي، لكنه افتقد الدقة في إنهاء الفرص، حتى جاءت الدقيقة 84 لتمنح الجماهير لحظة فرح استثنائية، حين وقع بنزيما على الهدف الثالث بعد مراوغة ساحرة لأكثر من مدافع شبابي، قبل أن يسكن الكرة الشباك بثقة عالية.

ولم يكتفِ النجم الفرنسي بذلك، بل عاد بعد دقيقتين فقط ليؤكد تألقه ويسجل الهاتريك الشخصي والرابع لفريقه، بعد استقبال أنيق للكرة داخل المنطقة، أنهاها بتسديدة هادئة في المرمى، موقعًا على لوحة ختام مثالية لأمسية اتحادية خالصة.

بهذا الفوز، يبعث الاتحاد رسالة قوية لمنافسيه، مفادها أن خبرة الكبار لا تزال حاضرة، وأن بنزيما بدأ يستعيد بريقه في التوقيت الأنسب، بينما يبقى الشباب مطالبًا بإعادة ترتيب أوراقه بعد توقف الطموح عند محطة ربع النهائي.