أقلام الخبر - سلطان الفيفي 

عاد برشلونة إلى عرينه الأسطوري "كامب نو" بعد غياب دام 909 أيام، ليكتب ليلة كروية استثنائية، صنع فيها الفريق الكتالوني مهرجانًا تهديفيًا برباعية نظيفة على حساب أتلتيك بيلباو، ضمن منافسات الجولة من الدوري الإسباني، في أمسية حملت طابع الاحتفال والهيمنة والعودة إلى الجذور.

منذ الدقائق الأولى، بدا برشلونة عازمًا على جعل العودة إلى الملعب التاريخي حدثًا لا يُنسى، حيث افتتح البولندي روبرت ليفاندوفسكي التسجيل مبكرًا عند الدقيقة الرابعة، مستغلًا تمركزه المثالي داخل منطقة الجزاء ليهدي جماهير الفريق أولى لحظات الفرح على أرضية الميدان المجدد.

السيطرة الكتالونية تواصلت بتناغم هجومي وانضباط تكتيكي، قبل أن ينجح فيران توريس في مضاعفة النتيجة بهدف ثانٍ جاء في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، بعد هجمة مرتدة سريعة كشفت هشاشة دفاع بيلباو وأظهرت سرعة برشلونة في التحول الهجومي.

ومع بداية الشوط الثاني، لم يمهل برشلونة ضيفه وقتًا لالتقاط الأنفاس، حيث وقع فيرمين لوبيز على الهدف الثالث بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، قبل أن تتلطخ الصورة أكثر بالنسبة للضيوف بعد طرد مباشر لأويهان سانسيت إثر تدخل خطير على صاحب الهدف.

الارتباك الذي ضرب صفوف بيلباو فتح الطريق أمام برشلونة لفرض أسلوبه والتحكم بإيقاع المباراة دون عناء، ليعود توريس في الدقائق الأخيرة ويضيف الرابع، بعد هجمة مرتدة بتمريرات ساحرة قادها الموهوب لامين جمال.

بهذا الانتصار، اعتلى برشلونة صدارة الترتيب مؤقتًا برصيد 31 نقطة، متساويًا مع ريال مدريد الذي يملك مباراة مؤجلة أمام إلتشي، بينما بقيت الروح الكتالونية تحتفل بعودة الحياة إلى "كامب نو"، حيث التاريخ والعراقة وكرة القدم في أجمل صورها.