أقلام الخبر - سلطان الفيفي
حسم المنتخب الجزائري مواجهة ودية قوية أمام نظيره السعودي، بعد فوزه بهدفين دون رد، في اللقاء الذي احتضنه ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة، مساء اليوم الثلاثاء، ضمن استعدادات المنتخبين للمشاركة في النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب، التي تستضيفها الدوحة خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل.
المباراة قدّمت صورة فنية مميزة عكست المستوى التنافسي العالي بين المنتخبين، حيث بدأ الأخضر بشخصية هجومية واضحة، مستفيدًا من عاملي الأرض والجمهور. وشهدت الدقائق الأولى محاولات واعدة أبرزها عرضية علي مجرشي في الدقيقة الثانية، والتي مرت أمام سالم الدوسري الذي لم يتمكن من استثمارها بسبب التعثر، لتضيع فرصة مبكرة كانت كفيلة بمنح أصحاب الأرض دفعة معنوية.
بعد بداية نشطة، انحصر الأداء لفترات في وسط الملعب، مع تبادل الاستحواذ والضغط دون خطورة حقيقية، قبل أن يبدأ المنتخب الجزائري في إظهار حضوره الهجومي، حيث كاد بغداد بونجاح أن يهز الشباك من كرة ثابتة قوية عند الدقيقة 28 مرت بجوار القائم، في مؤشر على تحول نسبي في زخم المباراة.
الأخضر عاد ليؤكد حضوره الهجومي في الدقيقة 38 بعد تسديدة قوية من سالم الدوسري داخل المنطقة، إلا أن الحارس الجزائري تدخل في توقيت مثالي وأنقذ مرماه. وردّ الجزائريون بفرصة خطيرة قبل نهاية الشوط الأول عبر رياض محرز، لكن المدافع محمد سليمان كان حاضرًا وأنقذ الكرة من على خط المرمى، لينتهي الشوط الأول بتكافؤ فني وأداء متوازن رغم غياب الأهداف.
في الشوط الثاني، ارتفعت وتيرة اللقاء، وظهر المنتخب السعودي بضغط هجومي منظم، حيث أطلق صالح أبو الشامات تسديدة قوية جاورت العارضة في الدقيقة 52، تبعتها محاولة لمحمد كنو في الدقيقة 56 علت المرمى بقليل، قبل أن يهدر فراس البريكان واحدة من أخطر فرص المباراة في الدقيقة 60، بعد انفراد مباشر تألق الحارس الجزائري في إبعاده.
ورغم السيطرة الهجومية للأخضر، استطاع المنتخب الجزائري خطف هدف التقدم عند الدقيقة 75 عبر رياض محرز من ركلة جزاء نفذها بثقة عالية، ليترجم خبرة اللاعبين ويغير مسار المباراة. وواصل الأخضر محاولاته الهجومية، وكاد سالم الدوسري أن يعدل النتيجة في الدقيقة 84، لكن تألق الحارس الجزائري حال دون ذلك.
وقبل أن تنتهي المواجهة، قضى المنتخب الجزائري على آمال أصحاب الأرض بإضافة الهدف الثاني عند الدقيقة 85 عبر رفيق بلغالي، الذي استثمر كرة مرتدة داخل منطقة الجزاء وسددها قوية في الشباك، ليؤكد تفوق الضيوف ويمنح منتخب بلاده فوزًا معنويًا مهمًا قبل الاستحقاق العربي.
ورغم الخسارة، قدّم المنتخب السعودي أداءً تنافسيًا واعدًا، أظهر من خلاله جاهزية هجومية، مع بروز بعض التحديات الدفاعية التي قد تتطلب معالجة تكتيكية قبل انطلاق البطولة. فيما أظهرت الجزائر نضجًا فنيًا واستثمارًا مثاليًا للفرص، مستفيدة من خبرة نجومها وفاعليتهم أمام المرمى.
بهذه الودية، يكون المنتخبان قد خاضا اختبارًا حقيقيًا كشف نقاط القوة والخلل قبل المشاركة في كأس العرب، في تجربة حملت أبعادًا فنية وتكتيكية مهمة لكلا الجهازين الفنيين.

(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات