الثقافية

مخرجات المنزل برمضان "طالب سهران مجهد!"

مخرجات المنزل برمضان "طالب سهران مجهد!"

أقلام الخبر 

رمضان شهر عظيم فيه تتجدد علاقة العبد بربه، شهر روحانية وعبادة وحسنات مضاعفة، الركن الرابع من أركان الإسلام وله خصوصيته لدى المسلمين عامة والسعوديين خاصةً كمنبع للإسلام وقبلةً للمسلمين، وفيه تتجلى أسمى معاني الرحمة والإنسانية والعفو، والحقيقة اعتدت ان أكتب عن شهر رمضان كل عام ما تيسر لي وأحببت ان اتطرق في هذا العام لحديث الساعة او الترند كما يحلو للجيل الجديد تسميته، وهو موضوع الانضباط المدرسي ودور وليّ امر الطالب في تحفيز الأبناء على الانضباط، وعدم الغياب، وهي أشياء بديهية لا تحتاج البتة لمن يوصي أب على ابنه فهي غريزة بشرية غلافها الرقابة بحذر ، وجوهرها العاطفة الأبوية، وشهودها الوالدين فهم يتمنون لأبنائهم الأفضل علماً وعملاً، ودعائهم الدائم لهم بالنجاح والتوفيق.

كثرة مناشدات المدارس للطالب وذويه بالحضور في الهاشتاق تدل على ان هناك خلل يجب إصلاحه، وفجوة تعليمية يجب تفاديها بالمنطق، والعقل، وطلب الحلول، وتبني الصائب منها لا ان تكون مفردة، عزيزي وليّ الأمر انت شريك للعملية التعليمية مجرد شعار! أو ألا يؤخذ برأي هذا الشريك على محمل الجد ولا يعتد به، أو ان نطلب من مجتمع بأكمله ان يغير حياته التي اعتاد عليها طوال سنوات عديدة خلال شهر رمضان لتتناسب مع حصص المدرسة او الخطة الدراسية، وهذا رأي عام قرأته في ردود الآباء والأمهات على مناشدات المدارس في منصة اكس، اما رأيي الشخصي فيختلف كلياً عن رأي البيت او المدرسة.

كرأي شخص محايد ومستقل، وددت ان تحدد جذور المشكلة وان تعالج او تخفف اضرارها بما يعود على الطالب بالنفع والمصلحة ويرفع من جودة التعليم ومخرجات التعلم، أولاً بتعريف المشكلة، ووضع الحلول المقترحة، او التخفيف من نتائجها، ففي شعبان لم نشتكي منها، ولن نشتكي منها كذلك في شوال بإذن الله، وهي عدم الانضباط بشهر رمضان، ليس نتيجة صيام، أو عطش، او عدم تركيز، فالمدة قصيرة، والوزارة خففت على الطالب والمعلم وقت الحضور الى 3 ساعات تقريبا، وهناك مقاومة لهذا التغيير كبيرة جداً، حيث أحدثت خلل بالمنزل، فمن المستحيل ان ينام طالب والمشتتات حوله، مسلسلات وسهرات وعادات رمضانية وسلوك مجتمعي متكامل، يبدأ من تغير التوقيت فالمحلات تبقى فاتحة للفجر ، والبرامج والأنشطة تستمر طوال الليل، وينتهي بان كل شيء اصبح معكوساً خلال رمضان، ثم نطلب منه النوم المبكر! او ان نطلب منه الغذاء الصحي والسفرة السعودية خلال رمضان مليئة بالحلويات، وغنية بالكوليسترول، كما ان البيئة المحيطة غير صحية نهائياً، لذلك تجد ان الوالدين ليس لديهم طاقة او قدرة للتمشي مع الجدول الدراسي، والمعلم ليس بأفضل حال من الطالب فهو سهران طوال الليل لما يترتب عليه من مسؤوليات اجتماعية كذلك فهو رب أسرة ولديه ما يشغله، جميع ما سبق أدى الى طالب سهران، مجهد، يفتح عينه خمس دقائق، وينام ثلاثون دقيقة، حاضر بجسده لا عقله، بدون فائدة تذكر، أو نتيجةً تقاس عليها مؤشرات الأداء او برامج التطوير والتحسين!

أرى بان تحدد الفجوة التعليمية بالساعات فالمطلوب إنجازه مثلاً 3 ساعات يومياً × 14 عدد أيام الدراسة بشهر رمضان المبارك بدون عطلة نهاية الأسبوع، بمجموع 42 ساعة أو 42 GLH وان تعطى للطالب بما يناسب عادات شهر رمضان المبارك كبرامج ومسابقات عبر المنصة وخلق شغف لدى الطالب أو ان تعطى له بأوقات قبل/بعد رمضان حسب خطة تعليمية خاصة، او ما يراه ذوي الاختصاص مناسباً لتتم معالجة هذه المشكلة من جذروها ولنحقق جودة وتطوير وتحسين من خلال التغذية الراجعة من البيت والمدرسة على حد سواء. يومكم سعيد، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

كتبه/ علي بن عبد الله المالكي