
✍️ ملهي شراحيلي
أختُتِمَتْ مساء الأمس في عاصمة القمم الرياض، القمة السعودية ودول "الكاريكوم"، وصدر البيان الختامي للقمة ليؤكد تنمية العلاقات السياسية والإقتصادية والثقافية والسياحية في مختلف جوانب التعاون.
وتعتبر هذه القمة ذات أهمية سياسية واقتصادية، وتكمن أهميتها في كونها الأولى من نوعها على مستوى قادة الدول، وهي بلا شك تعكس انفتاح المملكة على الشراكات مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي.
وتعزز فرص تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة وتكتل الكاريبي، من خلال القطاعين العام والخاص، وخلق فرص متبادلة للتعاون المشترك، وبحث الفرص الاستثمارية في مجالات الصناعات الغذائية والزراعية وتشجيع تبادل الخبرات والأبحاث والتقنيات الحديثة وأفضل الممارسات في ضوء رؤية المملكة ٢٠٣٠.
وبالمناسبة فمجموعة دول الكاريبي "الكاريكوم" هي مجموعة من الدول الجزرية الواقعة في البحر الكاريبي.
ويبلغ عدد دول الكاريبي "الكاريكوم" 20 دولة من بينهم 15 دولة أعضاء دائمين، و5 دول أعضاء منتسبين، ويبلغ عدد سكان دول "الكاريكوم" أكثر من 19 مليون نسمة.
وتضم :
أنتيغوا وبربودا
بليز
دومينيكا
غرينادا
هايتي
مونتسيرات
سانت كيتس ونيفيس
القديسة لوسيا
سانت فنسنت وجزر غرينادين
ترينداد وتوباغو
بربادوس
غيانا
سورينام
بالإضافة إلى جمهورية الدومينيكان
وكوبا، كدول مراقِبة.
تأسست الجماعة الكاريبية في عام 1973 بموجب معاهدة تشاغواراماس.
وكان الهدف من إنشاء المجموعة هو تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين الدول الأعضاء.
وكانت دول الكاريبي قد أطلقت اتفاقية الكاريكوم CARICOM وهي اختصار لـCaribbean Community، وتعني الجماعة الكاريبية، وتنص على اتفاق مجموعة من بلدان في منطقة جزر الكاريبي من أجل إنشاء سوق تجارية حرة تجمع الدول الأعضاء على أن تكون الرسوم الجمركية المفروضة على أسواق المنطقة غير مُرتفعة.
يُشكل عدد السكان فيها دون عمر الـ30 عامًا نحو 60 % من إجمالي السكان الذين ينحدرون من أصول عرقية مُتعددة مثل:"أوروبا- الهند- البرتغال- الصين- إفريقيا"، وتستهدف اتفاقية "الكاريكوم" فيما بين دول الكاريبي، الحد من التنافس بين دول المجتمع الكاريبي، وذلك من أجل الحصول على حصص أكبر في السوق، والتركيز على الموارد التي تمتلكها هذه الدول وأفضل الطرق لإنتاجها.
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد اختتام هذه القمة:
ما هو الهدف من هذه القمة؟
وماهي الفوائد المرجوة منها؟
وماذا سوف تضيف هذه القمة للمملكة العربية السعودية، ولدول الكاريكوم؟
وأخيراً : ماذا بعد القمة السعودية ودول الكاريكوم؟.
إن نظرة فاحصة على البيان الختامي للقمة السعودية ودول الكاريكوم، يعطينا إجابة واضحة عن تلك الأسئلة، بل وغيرها من التساؤلات عن هذه القمة التي جاءت عقب شهرين من إقرار خطة العمل المُشتركة بين دول مجلس التعاون ورابطة الكاريبي، خلال الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية، الذي تم انعقاده في 18 سبتمبر الماضي في مدينة نيويورك، وكان الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية، قد أكد خلال مشاركته في اجتماع وزاري لرابطة الكاريبي في غواتيمالا، في شهر مايو الماضي، حرص بلاده على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع دولها.
إن السعي الدؤب للمملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة -حفظها الله- إلى تطوير علاقاتها التجارية والاستثمارية مع دول العالم، ومنها دول الكاريكوم، يسهم في تعزيز التعاون، ويعمّق الشراكات الاستراتيجية في شتى المجالات بين المملكة ودول الكاريكوم وإبراز جاذبية البيئة الاسثمارية في المملكة.
ويعكس تقدير الدول المشاركة لمكانة المملكة على المستوى الإقليمي والدولي، والتزامهم بتأسيس شراكة إستراتيجية مستقبلية طموحة معها، بناءً على القيم والمصالح المشتركة.
ويؤكد انعقاد القمة السعودية ودول الكاريكوم في الرياض، أخذ المملكة لزمام المبادرة والأسبقية في دراسة بناء شراكة إستراتيجية مع دول هذا التكتل وتعزيز التعاون الاقتصادي معها بما يخدم مصالح المملكة ويعزز شراكاتها للدولية.
لقد تضمن البيان الختامي للقمة السعودية مع دول الكاريكوم، عدداً من النقاط الهامة، لايتسع المجال لسردها، ولكن من الأهمية بمكان الإشارة إلى بعضها، ومنها:
- التأكيد على أهمية العمل معاً لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ، والالتزام ببذل كافة الجهود لمعالجة هذه القضية الملحة من خلال وضع أهداف طموحة للحد من الانبعاثات وتحقيقها، واعتماد إنتاج الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة بمافي ذلك إدارة الانبعاثات والإزالة، وتعزيز الوصول العادل إلى التمويل المناخي للدول الجزرية الصغيرة النامية لدعم تدابير التخفيف والتكيف، وإيجاد حلول تقنية مبتكرة من شأنها تسريع وتيرة التحولات إلى الاقتصادات منخفضة الانبعاثات، ومواصلة بحث مسارات مستدامة وشاملة لتنفيذ أهداف اتفاق باريس.
- الاستفادة من التنوع الثقافي والانفتاح والتاريخ الثري للمنطقتين للتأكيد على أن التسامح والتعايش السلمي من أهم القيم والمبادئ للعلاقات الودية بين الأمم والثقافات.
- التأكيد على الدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به المملكة العربية السعودية والمجموعة الكاريبية "كاريكوم" في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وتؤيد القمة ترشيح المملكة العربية السعودية لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2034م. كما ترحب باستضافة منطقة الكاريبي لكأس العالم للكركيت T20 2024، وباستضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم لكرة القدم 2034.
- دعم وتأييد ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو 2030 في الرياض، وتسليط الضوء على أهمية تنظيم معارض إقليمية ودولية لإعادة تنشيط التبادلات الاقتصادية والثقافية بين المملكة العربية السعودية والمجموعة الكاريبية (كاريكوم) مع الأخذ في الاعتبار أن الدول الأعضاء في المجموعة الكاريبية قد تعهدت بدعم ترشيح المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو 2030.
- الاستفادة من التنوع الثقافي والانفتاح والتاريخ الثري للمنطقتين للتأكيد على أن التسامح والتعايش السلمي من أهم القيم والمبادئ للعلاقات الودية بين الأمم والثقافات.
- التأكيد على المصالح المتبادلة والعلاقات الودية بين المملكة العربية السعودية، ومجموعة دول الكاريكوم، وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل توسيع الشراكة بين السعودية ودول الكاريكوم، وتطويرها للاستفادة من فرص النمو التي يمكن الاستفادة منها من خلال التعاون بين المنطقتين الديناميكيتين استنادًا إلى رؤيتهما المشتركة والقيم الواردة في ميثاق الأمم المتحدة.
هذه النقاط وغيرها مما جاء في البيان الختامي، لا تلتقي فقط مع مستهدفات الرؤية السعودية ٢٠٣٠، بل أنها تضيف بعداً عالمياً للرؤية السعودية، وتفتح لها آفاقاً أرحب في فضاءات التكتلات الاقتصادية والمجموعات الدولية، والمحافل العالمية، ومن هنا فإن القمة السعودية ودول الكاريكوم، تُعتبر إنجازاً سياسياً، واقتصادياً واجتماعياً، يضاف لسجل المُنجَزات السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين.
فهنيئاً للوطن وقيادته بهذه المنجزات، وهنيئاً لنا وللعالم بعراب الرؤية السعودية، الذي يسعى جاهداً في صياغة وصناعة عالم جديد.
لِيَهنكَ أَنِّي لَم أَجِد لَكَ عائِباً
سِوى حاسِدٍ وَالحاسِدونَ كَثيرُ
وَأَنَّكَ مِثلُ الغَيثِ أَما نَباتُهُ
فَظِلٌّ وَأَمّاً ماؤُهُ فَطَهورُ.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات