الكاتب / أحمد الخبراني : alkhabrani2030

الحقيقة استطاعت برامج التواصل الاجتماعي أن تنجح في قلب موازين معظم أنماط الحياة الصحيحة، فقد فتحت أبوابها ونوافذها بل أُذرعها لاحتضان الجميع نعم الجميع الكبير والصغير، الصاحي والمجنون، الطفل والمراهق.

وهذا ما جعلنا نرى ونشاهد مقاطع متداولة بين العامة منها المفيد ومنها السيئ، تصرفات وسلوكيات مغايرة عن الحياة الصحيحة، كشاب يتبجح بقلة الأدب والتصرفات السامجة ويروج لها على أنها مزاح واستهبال، وفتاة تتباها بمقتنياتها أو بطلاقها . . وغيرها من التصرفات العكسية لحياتنا الصحيحة، التي أصبحنا نشاهدها باستمرار والتي حتماً سوف يتأثر بها الأطفال والمراهقين.

سوف أسأل نفسي نيابةً عنكم وأقول لماذا صنفتهم بأن لديهم اعتلالات نفسية ؟ 

أُجواب لكم وأقول بأن كل شخص يظهر لنا بمقطع مخالف وعكسي عن الفطرة السليمة كالتي تتباهى بالطلاق، والذي يتبختر باستعراض الأموال .. والإسراف بالمأكولات والمشروبات، لغرض الشهرة فهؤلاء فئة تحتاج فعلاً لعلاج نفسي لأنهم يستشعرون بالنقص ويريدون إثبات ذاتهم ووجودهم، أو لديهم انتقامات وتصفية حسابات مع أحقادهم ومشاكلهم التي مروا بها ولم يجدوا طريقاً لترويح عن أنفسهم إلا بهذه الطريقة التصوير والتعبير المزيف وبثها بمواقع التواصل الاجتماعي على أنهم يعيشون حياة مختلفة ومميزة، لتتناولها تلك الأيادي المراهقة لتبدأ بالإعجاب بتصرفاتهم وتطبيقها في حياتهم التي يعتقدون بأنها هي التصرفات والسلوكيات السليمة التي فعلها المشهور فلان والمشهورة فلانة.

في السابق كنا نرى المشاهير من الأدباء والإعلاميين والفنانين ولاعبي الرياضات المختلفة لديهم رسائل هادفة وبنائه لتوعية المجتمع ويحملون فعلاً المسؤولية المجتمعية نحو الأجيال القادمة، أما اليوم الكل يصور وينشر دون الاكتراث لعواقبها ومن سوف يتأثر بهذا المحتوى المنشور.

وهنا طبعاً أتكلم عن الأغلبية ولا أعمم لأن هناك فئة من المشاهير راقية جداً ولديهم مسؤولية اجتماعية ومحتوى مفيد جداً وساهموا بمساهمات اجتماعية وإنسانية رائعة كان لها أثر جميل جداً في خدمة المجتمع..

   أتمنى فعلاً من المختصين في الجانب النفسي أن يهتموا بتفعيل دور الطب النفسي الرقمي ومتابعة الأشخاص الذين يعانون من اعتلالات نفسية ويبث سلوكياته الخاطئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن يتم استدعائه ومعالجته لكي لا يؤثروا على جيل المستقبل . . نسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع على الفطرة السليمة والصحيحة . . دمتم بود.

✍️بقلم الكاتب / أحمد الخبراني