الرياض -أقلام الخبر
نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في ابتكار تقنية جديدة لمعالجة أحد اعتلالات الأذن الداخلية النادرة، تعيد تشكيل الجزء الدقيق المسؤول عن توازن الجسم باستخدام نماذج رقمية عالية الدقة وتقنيات تصنيع متقدمة، في إنجاز يوفر خيارًا علاجيًّا دقيقًا يحافظ على وظائف الأذن دون الإضرار بالأنسجة الحساسة.
وتقوم التقنية التي طورت كليًّا من قبل فريق قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة بالتعاون مع الفريق المختص في الطباعة ثلاثية الأبعاد المتناهية الصغر، بإعادة تصميم الجزء المتضرر من الأذن الداخلية خارج الجسم باستخدام تقنيات محاكاة رقمية عالية الدقة تحاكي الشكل الطبيعي، ثم تصنيع طبقة رقيقة من مادة مناسبة للزراعة عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد تكون مطابقة تمامًا للشكل الأصلي؛ مما يسمح بإعادتها إلى موقعها بدقة دون التأثير على الأنسجة المحيطة أو إحداث خلل في حركة السوائل التي يعتمد عليها الجسم في الاتزان.
وضمن تطبيقاتها السريرية، أسهمت التقنية المبتكرة في علاج مريض عانى لأكثر من عامين من دوار شديد واضطراب حاد في الاتزان، بسبب فتحة غير طبيعية في القناة الهلالية العلوية، حيث صمّم الفريق الطبي قالبًا متناهي الصغر مطابقًا للتشريح الدقيق لمنطقة الإصابة داخل الأذن الداخلية، ومن خلاله جرى إنتاج طبقة سيليكونية رقيقة عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد أغلقت الفتحة بشكل آمن ومحكم؛ مما أعاد توازن المريض بالكامل دون المساس بوظائف الأذن الحساسة.
وكانت الأعراض قد ألقت بظلالها على جودة حياة المريض، إذ كانت الأعراض المتمثلة بنوبات الدوار واضطراب في الاتزان وضعف في السمع وحساسية مفرطة تجاه الأصوات تحد من ممارسته لأنشطته اليومية، وتستدعي دعمًا مستمرًا من أسرته، مما جعل استعادة الاتزان عبر هذه التقنية المبتكرة تحولًا نوعيًّا أنهى رحلة استمرت عامين من المعاناة.
ويمثل هذا النهج نقلة نوعية مقارنة بالأساليب التقليدية التي كانت تعتمد على إتلاف الجزء المصاب للتخفيف من الأعراض، وهو ما يؤدي عادة إلى فقدان بعض الوظائف، بينما يتيح الحل الجديد إصلاح الجزء المتضرر والمحافظة على قدرته الطبيعية، كما يمهد الطريق أمام تطبيقات مستقبلية لترميم مناطق يصعب الوصول إليها داخل الأذن الداخلية، وتوفير حلول علاجية أدق للمرضى الذين يعانون من مشكلات معقّدة في الأذن الداخلية.
وتأتي الخطوة في سياق التزام مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالطب الدقيق كأحد محركات التطوير السريري، عبر توظيف تقنيات الطباعة الدقيقة والتصوير المتقدم والنمذجة الرقمية في بناء حلول علاجية مخصّصة تستجيب للاحتياجات التشريحية لكل مريض، وذلك ضمن رؤيته ليكون الخيار الأمثل لكل مريض في مجال تقديم الرعاية الصحية التخصصية.
يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا، والـ(15) عالميًّا ضمن قائمة أفضل (250) مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم لعام 2025، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب "براند فاينانس" لعام 2024، كما أُدرج ضمن قائمة مجلة نيوزويك لأفضل المستشفيات في العالم لعام 2025، وأفضل المستشفيات الذكية لعام 2026، وأفضل المستشفيات التخصصية لعام 2026.
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات