
الرياض – أقلام
مع حلول شهر رمضان، تجد العديد من النساء أنفسهن وسط دوامة من المهام اليومية التي تتضاعف بين العمل ورعاية الأسرة وتحضير وجبات الإفطار والسحور. ورغم أن الشهر الفضيل يُعرف بأجوائه الروحانية، إلا أن كثيرًا من النساء يعيشن إرهاقًا مستمرًا بسبب التزاماتهن المتعددة.
وقد ذكرت سعاد، موظفة وأم لثلاثة أطفال، تبدأ يومها في الساعة السادسة صباحًا، حيث تجهز أبنائها للذهاب للمدرسة قبل أن تتوجه إلى عملها. وبعد عودتها في الثانية ظهرًا، لا تجد وقتًا للراحة، إذ تنشغل بتحضير وجبة الإفطار، ومراجعة دروس أطفالها، والعناية بشؤون المنزل. تقول: “بحلول وقت الإفطار، بالكاد أستطيع الجلوس، وعندما ينتهي الجميع من الطعام، أبدأ بغسل الصحون والتحضير للسحور، ثم أخلد للنوم متأخرة، ولا أستيقظ إلا مجهدة”.
أما أم فهد، ربة منزل، فتعيش ضغطًا من نوع آخر، حيث تستقبل يوميًا ضيوفًا على مائدة الإفطار بحكم العادات العائلية. وتوضح قائلة: “أقضي ساعات في المطبخ لإعداد أصناف متعددة ترضي الجميع، وأحيانًا أشعر أنني لا أعيش أجواء رمضان كما ينبغي، لأنني دائمًا في حالة ركض بين المطبخ وغرفة الضيوف”.
في المقابل، تحاول نورة، التي تعمل في قطاع التعليم، إيجاد توازن من خلال توزيع المهام على أفراد أسرتها. تقول: “قررت هذا العام أن يكون لكل فرد في المنزل دور في التحضيرات، من ترتيب المائدة إلى تنظيف المطبخ، ووجدت أن هذا خفف عني كثيرًا ومنحني وقتًا للراحة والعبادة”.
ويرى مختصون في علم الاجتماع أن الإرهاق الذي تعانيه النساء في رمضان ليس مجرد مسألة مجهود جسدي، بل هو نتاج ثقافة اجتماعية تتطلب تغييرًا. ويؤكدون أن توزيع المهام داخل الأسرة يجب أن يكون عادلاً لضمان صحة المرأة النفسية والجسدية، خاصة أن رمضان شهر التكاتف والمودة وليس فقط الالتزامات المنزلية.
وبالرغم من تزايد الوعي بضرورة دعم المرأة في رمضان، لا تزال بعض العادات الاجتماعية تفرض ضغوطًا إضافية، ما يجعل الحاجة إلى ثقافة أسرية أكثر تعاونًا أمرًا ضروريًا لضمان راحة جميع أفراد العائلة خلال الشهر الفضيل.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات