الثقافية

"معرض المدينة للكتاب 2024” يَختَتِم فعالياته بحضور ما يقارب 170 الف زائر

"معرض المدينة للكتاب 2024” يَختَتِم فعالياته بحضور ما يقارب 170 الف زائر

المدينة المنورة - ليلى الشيخي 

اُخْتُتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة فعاليات النسخة الثالثة من معرض المدينة المنورة للكتاب الذي عقدت فعالياته خلال المدة من 30 يوليو الماضي إلى 5 أغسطس الجاري، خلف مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر ووكالة محليّة وعربيّة وعالميّة موزعة على أكثر من 200 جناح؛ حيث اجتذب المعرض ما يقارب 170 ألف زائر من داخل منطقة المدينة المنورة وخارجها، بزيادة بلغت 22% مقارنة بالنسخة الماضيّة .

وَشهِد المعرض الذي تزامنت فعاليات نسخته هذا العام مع الإجازة المدرسية الصيفية، إقبالًا واسعًا من الحضور، وخاصة الطلبة والعائلات ومختلف عشّاق الثقافة والكتاب، الذين توافدوا على المعرض يوميًّا لحضور برنامجه الثقافي المتنوع والثري، وبحثًا عن أحدث الكتب والإصدارات الأدبيّة والمعرفيّة والعلميّة والإسلاميّة ، إلى جانب كتب أدب الأطفال واليافعين.

وأكّد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، أن نجاح النسخة الثالثة من معرض المدينة المنورة للكتاب عزّز المكانة المهمة لهذا المعرض محليًّا وعربيًّا كواجهة ثقافيّة سعوديّة متكاملة ومنصة معرفيّة شاملة تدعم ريادة المملكة في صناعة النشر ومعارض الكتب، وتؤكد قدرتها على إحداث حراك فعال وإيجابي في مجالات الإبداع والثقافة العربيّة كافة.

وأوضح أن المعرض أصبح اليوم فعاليّة ثقافيّة مُنتظرة في المدينة المنورة والمناطق المجاورة، وأنه يدعم جهود الهيئة للنهوض بالوعي المعرفي والثقافي في أنحاء المملكة كافة عبر مبادرة "معارض الكتاب"، وترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع، والتأكيد على أهميّة ودور المعرفة في توسيع الآفاق، والارتقاء بالفكر، وتحسين جودة الحياة.

وقال: "إن تميز هذه النسخة من المعرض وما حققته من تفاعل وحضور جماهيري كبير، لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج عمل دؤوب ومتابعة حثيثة وتخطيط دقيق من فرق عمل مختلفة يقودها شباب وشابات سعوديون باتوا قادرين على تنظيم أكبر وأهم الفعاليات الثقافيّة بكفاءة واحترافيّة ، موجهًا الشكر لكل من أسهم في نجاح المعرض، ومُعربًا عن ثقته في أن النسخة الرابعة من المعرض ستتجاوز التوقعات والنجاحات السابقة كافة، وتسهم في ترسيخ المكانة الثقافيّة للمدينة المنورة.

وشهدتْ النسخة الثالثة من المعرض حضورًا جماهيريًّا مميزًا، وتفاعلًا واسعًا مع فعاليات برنامجه الثقافي الذي قدم ندواته وورش عمله نخبة من الأدباء والمثقفين والمتحدثين السعوديين والعرب. كما استقطبت أجنحته مشاركة أعداد متزايدة من دور النشر المحليّة والعربيّة والعالميّة .

وحرصت هيئة الأدب والنشر والترجمة خلال المعرض هذا العام على توظيف التقنيات الحديثة التي تعزّز تجربة الزوار، بدايّة من إطلاق التذاكر الإلكترونيّة لتسهيل دخول المعرض، وصولًا لاستخدام تقنية الخرائط التفاعلية لتمكين الزوار من تحديد مواقع الفعاليات والخدمات المطلوبة ودور النشر المحددة والوصول إليها بكل سهولة ويسر، خاصة مع نمو مساحة المعرض التي تجاوزت 20 ألف متر مربع بزيادة أكثر من 30% مقارنة بمساحة النسخة الماضيّة التي بلغت 15 ألف متر مربع.

وتضمّن البرنامجُ الثقافي للمعرض العديدَ من الأنشطة والفعاليات الثقافيّة والفكريّة التي بلغ عددها 93 فعاليّة ؛ بهدف إثراء قطاع الثقافة والإنتاج المعرفي وترسيخ ثقافة القراءة، وشهدتْ حضورًا كبيرًا وتفاعلًا واسعًا؛ حيث شمل البرنامج عقد 13 ندوة حواريّة وجلسة نقاش، تناولت موضوعات نوعيّة تشغل الشارع الأدبي، وأمسيتين شعريتين، و13 ورشة عمل متنوعة، تناولت موضوعات ساعدت الزوار على تطوير مهاراتهم المعرفيّة ، إضافة إلى منصة توقيع الكتب التي شهدت تدشين عدة كتب لأدباء وكتّاب سعوديين. كما ضم المعرض مشاركة عدد من أجنحة الهيئات الثقافيّة والفكريّة الحكوميّة والخاصة، التي استعرضت جهودها وأحدث مبادراتها في المجال الثقافي.

وشهدت منطقة الطفل إقبالًا كبيرًا من الأطفال والعائلات، مستمتعين بالبرنامج المتكامل الذي صممه المعرض للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات إلى 12 سنة، وتم تقديمه عبر تسع فعاليات شملت ستة أركان مختلفة وثلاث فعاليات ضمن مسرح الطفل، قدمت جميعها برامج يومية متنوعة وممتعة للأطفال، وأسهمت في تعزيز قدراتهم المعرفيّة ، واستكشاف مواهبهم الإبداعيّة وتوسيع آفاقهم الثقافيّة .

يذكر أن تنظَّيمْ هيئة الأدب والنشر والترجمة لمعرض المدينة المنورة للكتاب 2024، أتى وفق رؤيّة متجددة وهويّة مميزة تواكب أحدث مستجدات صناعة النشر، لتشكل امتدادًا لنجاح النسختين السابقتين، وتؤكد أهميّة المدينة المنورة الثقافيّة ومكانتها في المشهد الثقافي السعودي، وذلك ضمن مبادرة "معارض الكتاب" الإستراتيجيّة التي تسعى إلى تمكين صناعة النشر، والنهوض بالوعي المعرفي والثقافي للمجتمع، والارتقاء بجودة الحياة، والإسهام في النمو الاقتصادي الوطني بما يتوافق مع أهداف الاستراتيجيّة الوطنيّة للثقافة المنبثقة من رؤيّة 2030.