الثقافية

الأساطين شواهد باقية لعبق السيرة النبوية الخالدة 

الأساطين شواهد باقية لعبق السيرة النبوية الخالدة 

أقلام الخبر - عامر آل عامر 

مميزة بأشكالها المختلفة ومواقعها وأسمائها المتعددة، فلكل منها قصة دارت حولها الكثير من الأحداث النبوية التاريخية، حيث تعد أساطين المسجد النبوي معالم خالدة وعلامات بارزة وشواهد باقية تحكي للأجيال فصولاً عبقة من السيرة النبوية العطرة، تتجلى علاماتها على سواري الروضة الشريفة، التي كانت في أول أمرها في العصر النبوي من جذوع النخل، ولا تزال تحمل الأسماء التي سميت بها في العهد النبوي.

 

فعند زيارة الروضة الشريفة يشاهد الزائر أمامه باتجاه القبلة الأسطوانة المخلقة ومعنى المخلقة أي المطيبة أو المعطرة، من الخلوق وهو الطيب، وتسمى بأسطوانة المصحف التي أقيمت في موضع الجذع الذي حَنَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد كان يستند إليه قبل بناء المنبر، وهي مرتبطة بصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بجانبها في النوافل.

 

وتشاهد أسطوانة القرعة التي تسمى بأسطوانة عائشة وأسطوانة المهاجرين، وهي الثالثة من المنبر والثالثة من جهة القبر والثالثة من جهة القبلة، بالإضافة إلى أسطوانة التوبة وتعرف بأسطوانة أبي لبابة وهو رفاعة بن عبدالمنذر رضي الله عنه وهي الرابعة من المنبر .

 

ويلفت النظر الأسطوانة اللاصقة بالشباك المطل على الروضة الشريفة وتسمى بأسطوانة السرير وهي محل اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان له سرير من جريد النخل يوضع عند هذه السارية.

 

وتقع خلفها من جهة الشمال أسطوانة المحرس وهي مقابل الخوخة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج منها إلى الروضة الشريفة للصلاة إذا كان في بيت عائشة رضي الله عنها، كما تسمى بأسطوانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه كان يجلس عندها يحرس النبي صلى الله عليه وسلم.

 

كما تشاهد الأسطوانة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمين عليه وتسمى بأسطوانة الوفود وتقع خلف أسطوانة المحرس من جهة الشمال.

ويقع داخل حاجز الحجرة النبوية أسطوانة مربعة القبر التي يقال لها مقام جبريل، بالإضافة لأسطوانة التهجد وتقع خلف بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الشمال.

 

ورغم ما شهده المسجد النبوي من توسعات على مر السنين, إلا أن أساطينه الـ ٨ بقيت حتى وقتنا الحالي ولكل منها قصتها التاريخية، وقد حرصت حكومة المملكة العربية السعودية منذ القدم إلى عهدنا الحالي على الاهتمام والعناية بمعالم المسجد النبوي، حيث قامت بكسوة الأسطوانات الـ6 برخام أبيض مميز عن سائر أساطين المسجد ليسهل تمييزها وذلك في عام ١٤٠٤هـ.