المقالات

ولأهلك عليك حقا

ولأهلك عليك حقا

 

رأى سَلمانُ الفارسي أُمَّ الدَّرداءِ مُتَبَذِّلَةً، فقال: ما شأنُكِ مُتَبَذِّلَةً؟! قالتْ: إنَّ أخاكَ أبا الدَّرداءِ ليس له حاجةٌ في الدنيا .

   

الحياة عبادة وعمل قال الله ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ).

     

نعم خُلقْنا لعبادة لله ولكن هذا لايعني التفرغ للعبادات دون السعي في الارض والترويح عن النفس ومخالطة الناس وإلا تعطلت الحياة .

 

الله امرنا ان نسير في الأرض في قوله سبحانه ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) فلا بجوز ترك السعي واعتزال الحياة فهذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم رعى الغنم ونوح نجار وداوود حداد وابراهيم تجارة الأقمشة .

     

ومن جانب آخر سعيك على أهلك تنال به الخيرية التي ذكرها الرسول في قوله خيركم خيركم لأهله وأناخيركم لاهلي ثم إن الزهد يعني الرضاء بما رزقك الله وعدم الانشغال بجمع المال أوكما ورد في الحديث أن رسول الله ﷺ قال: لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان فالركض وراء المال بنهم مذموم لانه ينسيك واجباتك الأسرية وربما صرفك عن العبادات وكلا الامرين الزهد المنقطع عن الحياة او الانشغال بجمع المال دون حدود كلها غير محببة وغير محققة لحياة متوازنة اوكما قال علي بن ابي طالب . اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا." وأختم بعبارة سلمان الفارسي: لأبي الدرداء : إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.  

 

✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب