ماهي القلعة التي َشهدت العديد من الضربات والأزمات وضلت بتلك الصلابة؟، ماهي الوجهة التاريخية

التي تحِمل في طوبها وأعمدتها وأسوارها العريقة العديد من المقاومة والتصدي للغزوات؟!، هل يعود سبب عنادها وصلابتها في أرضها ؟ أم يعود الى رصانتها والتزامها بمكانها الذي لايتزحزح مهما مرت العواصف والحوادث فية؟.

تُعد مدينة أبها من المُدن التي تُشكل تاريخ عريق في المملكة العربية السعودية، بغض النظر عن أنها تتميز بطبيعتها الخصبة التي تكسوها الألوان الخضراء والأرجوانية مما يُعطيها معاِلم جمالية، وجبالها الشاهقة التي تجمع بين جمال وصعوبة الخُطى في هذة الأرض، إن قلعة " شَمَسَان" تُعد من أحد تلك المعاِلم المميزة التي لها تاريخ مليئ بالأزمات والعزيمة على البقاء في آن واحد، منذ زمن ليس ببعيد كانت هذة الوجهة السياحية الآن خطاً للدفاع و ُحصناً منيعاً عسكرياً يحمي المنطقة من جميع الإتجاهات -خصيصاً بشمال أبها- كونها تُعد البوابة الرئيسية التي تحمي المدينة من أي جهات أو ضربات، ُشيدت بتصميمها الصلب منذ أكثر من مئة عام وبنائها يعود الى فترة حكم الدولة العثمانية في عهد الوالي ُمحيي الدين باشا، بُنيت على قمة جبل شَمَسَان والتي ُسميت به القلعة تيمناً بهذا الجبل، لكن سرعان ما غادرها الأتراك بعد مكوثهم فيها لُمدة ست سنين من عام 1912 الى 1918، وللأسف في فترة من فترات بدأت القلعة بالتفكك كون أنها قلعة ُمعِمرة، فلقد سقطت الأسقف المتكونة من عروق الأشجار التي جار عليها الزمن سابقاً ، والجدير بالذكر أن أمانة منطقة عسير قامت بتطوير القلعة وإعادة تشييد بعض الاجزاء الناقصة وكلف الترميم 3 مليون ريالاً سعودي، وتقوم الإدارة بعمل جيد في تحسينها كون انها تضع صوراً وخرائط توضيحية للمداخل وعن قصة ُكل ركن في القلعة، فلا يمر زائر الآن الى أبها الا وكانت قلعة َشَمسان إحدى مخططاتة للزياره، لم يقتصر الأمر على السكان المحليين فحسب أيضاً الُسياح الأجانب الذين لايُلامون في فضولهم لإستكشاف مكان يجمع بين الثراث والحضارة أمام الحاضر، وعند الدخول الى قلعة كقلعة َشَمَسَان تقودك بعبقها التاريخي الى ُمتعة التفكر والتأمل في ُكل حجر وسور من أسوارها الذي يحمل القصص والذي َشهد العديد من الأحداث، ايضاً سيتمتع الزائر بالمظهر العريق الذي يجمع بين التاريخ والحداثة الُمطلة على سطح البحر./

✍🏼لُجين فهد العسيري

​​​