
جازان - ملهي شراحيلي
بدايةً أشكر إدارة صحيفة أقلام الخبر، وأخص بالشكر الجزيل، مؤسسها ورئيس تحريرها الأستاذ الخلوق، أحمد خبراني، على إعتماد هذه الزاوية تحت مسمّى:
شخصيات جازانية.
وأود التنويه إلى أن هذه الزاوية سوف تكون أسبوعية، بمشيئة الله تعالى، بحيث نتناول في كل أسبوع شخصية جازانية، من الشخصيات المعاصرة، التي لها تأثير في المجتمع، مع الحرص على أن تكون الشخصية الأسبوعية من فئة الشباب، نظراً لما لهذه الفئة من أهمية في المجتمع.
وشخصية هذا الأسبوع:
الأستاذ حسين بن بكري كريري.
فمن هو حسين كريري، وماذا قدم لجازان؟
حسين كريري، هو أحد أبناء منطقة جازان، من مواليد ١٤٠٩هـ، بوادي راشد، بمحافظة الحُرث، درس الابتدائية والمتوسطة بقزع، بمحافظة أحد المسارحة، وحصل على الشهادة الثانوية من ثانوية الخوبة، والتحق بالمعهد الصحي بجازان، وتخرج منه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، في تخصص المختبرات.
عمل في عدد من المراكز الصحية، وكان مديراً لمركز الرعاية الصحية الأولية بحاكمة الدغارير، ثم مشرفاً للقطاع الجنوبي، بتجمع جازان الصحي.
حاصل على العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية في مجالات متنوعة، صحية واجتماعية، بالإضافة إلى دورات تدريبية في مجال التنمية الذاتية، والإدارة والتواصل، وكذلك دورات متقدمة في علوم الحاسب الآلي والبرامج الإلكترونية.
وقد حصل في مسيرته العملية على العديد من الأوسمة والدروع وشهادات الشكر والتقدير، من صحة جازان، ووزارة الصحة.
مما عُرف به الأستاذ حسين كريري، جِدِّه واجتهاده، منذ نعومة أظافره، وتفانيه في العمل، وحرصه على التمييز والإتقان.
ويعرفه زملائه بدماثة أخلاقه، وسرعة بديهته، وبرودة أعصابه، وخفة ظله، ونشاطه الدائم.
برز نجمه، وذاع صيته، بين أقرانه وفي مجتمعه، أثناء جائحة كورنا، حيث كان هو وفريقه بمركز الرعاية الصحية الأولية بحاكمة الدغارير، أول مركز يعمل فحص كورنا، ثم عندما وصل اللقاح، كان أيضاً مركز حاكمة الدغارير، أول مركز يقدم لقاح كورنا.
وكانت تلك الفترة من أصعب الفترات التي مرّت على العالم أجمع، ولكنها لم تكن الأصعب على الأستاذ حسين كريري، مع أنه كان يعمل في خط الدفاع الأول، لمواجهة الجائحة، ليس بالفحص فقط، بل وفي أعمال التوعية والتثقيف الصحي للمجتمع.
تلك التجربة أكسبته فيضاً من الخبرة، ليس في مجال عمله فحسب، بل وفي حياته الخاصة، وصنعت منه محارباً شرساً، ليس ضد كورونا فقط، بل ومناضلاً وقائداً لزملائه وفريق عمله، الذي كان لهم الفضل بعد الله، في وقاية المجتمع، وتحصينه.
وقد تم تكريمه من قبل معالي وزير الصحة حينها، الدكتور توفيق الربيعة.
تجربة أخرى خاض غمارها، ولايزال يخوضها إلى هذه اللحظة، وقد أُبلي فيها بلاءً حسناً إلى الآن، وهي، عندما تم تكليفه مشرفاً للقطاع الجنوبي، بتمجع جازان الصحي.
وبالمناسبة ولمن لايعرف القطاع الجنوبي، هو مجموعة من مراكز الرعاية الصحية الأولية، عددها ٣٨ مركزاً منتشرة في محافظات، صامطة، الحُرث، الطوال، وأحد المسارحة، والمراكز التابعة لها.
وهو أكبر القطاعات الصحية بتجمع جازان الصحي، من حيث عدد السكان والمساحة الجغرافية التي يغطيها.
مما يعني أن إدارته والإشراف عليه، يحتاج إلى نَفَس طويل، وخبرة إدارية، وطاقة جسدية، ناهيك عن الإمكانات الفكرية والنفسية، للتعامل مع أكثر من ٨٠٠ موظف وموظفة، في منطقة حدودية، تنتشر فيها الأمية الإلكترونية، وتنعدم في أغلبها الخدمات الأساسية، لمتابعة البرامج والأنشطة الصحية، التي تقوم على الأنظمة والوسائط الإلكترونية.
ولكن وبالرغم من تلك التحديات، وغيرها مما لايستع المجال لذكرها، فقد استطاع الأستاذ حسين كريري، في تحقيق إنجازات للقطاع الجنوبي، والارتقاء بالخدمات الصحية التي تقدمها مراكز القطاع الجنوبي للمواطن والمقيم.
لقد استطاع الأستاذ حسين كريري، بحنكته الإدارية، وفطرته السوية، وشخصيته القيادية، أن ينجح في تطبيق العديد من البرامج الصحية الحديثة، التي تواكب الرؤية السعودية ٢٠٣٠، وتتماشى مع توجه وزارة الصحة، في مشروعها الوطني التجمعات الصحية، تمهيداً للتحول الصحي تحت مظلة شركة الصحة القابضة.
وقد نجح الأستاذ حسين كريري، في بناء فريق متناغم للإشراف على أعمال المراكز الصحية بالقطاع الجنوبي، مُكرّساً طاقته الشخصية، وإمكاناته الإدارية في تعميق مفهوم الجودة والاستمرارية، لأنه لايقدّس العمل، ويسعى للتميز فحسب، بل ولأنه من أعماقه يشعر بعظم المسؤلية، ويستشعر عِظَم المهمة التي أُنيطت به.
ولا أرى وصفاً ينطبق عليه، أكثر من قول الفرزدق، "بتصرف":
هذا "الكُريريُّ" مَحمودٌ خَلائِقُهُ
سيئانِ مَعروفُهُ في "البدوِ وَالحظرِ"
هُوَ الشِهابُ الَّذي يُرمى العَدُوُّ بِهِ
وَالمَشرِفِيُّ الَّذي تُعصى بِهِ مُضَرُ
لا يَرهَبُ المَوتَ إِنَّ النَفسَ باسِلَةٌ
وَالرَأيُ مُجتَمِعٌ وَالجودُ مُنتَشِرُ
أَحيا "القطاعَ" وَقَد ثَلَّت دَعائِمَهُ
عَمياءُ صَمّاءُ لا تُبقي وَلا تَذَرُ.
هذا فيما يخص الجانب العملي من حياة الأستاذ حسين كريري، أما فيما يخص الحياة الإجتماعية، رغم أن جل وقته للعمل، لدرجة أنه لايفرّق بين أيام الأسبوع، لأن الأهم عنده الإنجاز، سواءً جاءت المهمة صبيحة الأحد أو مساء الجمعة، فالأهم بالنسبة له أن يتم إنجاز المهمة، ولكن ورغم تعدد المهام وتنوعها فإنه حريص كل الحرص على تأدية دوره في المجتمع فلا يغيب عن المناسبات الإجتماعية، وتجده حاضراً في الأفراح والأتراح، سواءً مع أصدقائه وجيرانه وأفراد عائلته، أو مع زملائه من رؤسائه ومرؤسيه.
وهو لاعب كرة قدم، وشغوف بالسباحة، ومن عشاق الطبيعة والرحلات البرية والبحرية، ليس لديه نشاط يُذكر على مواقع التواصل الإجتماعي، ولا أعرف له حسابات يمكن الإشارة إليها.
متزوج ولديه ستة من الأولاد أكبرهم عبدالمجيد.
ومن أهم مايميز شخصة أبو عبدالمجيد، طوله الفارع، وبنيته الجسدية المتناسقة، وجمال طلعته، ووضوح صوته، وكأنه كما قال الشاعر الأندلسي، إبن خفاجه:
يارُبَّ وَضّاحِ الجَبينِ كَأَنَّما
رَسمُ العِذارِ بِصَفحَتَيهِ كِتابُ
تَغرى بِطَلعَتِهِ العُيونُ مَهابَةً
وَتَبيتُ تَعشَقُ عَقلَهُ الأَلبابُ
خُلِعَت عَلَيهِ مِنَ الصَباحِ غِلالَةٌ
تَندى وَمِن شَفَقِ السَماءِ نِقابُ.
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات