أقلام الخبر - سلطان الفيفي 

تحت وهج الحضور الملكي وبأنفاس الترقب التي ملأت جنبات ملعب الإنماء بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، تُوّج فريق الاتحاد بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد فوزه المستحق على نظيره القادسية بنتيجة 3-1، في نهائي شهد لحظات درامية وأداءً فنياً لافتاً.

وجاء التتويج الأسمى من يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الذي شرف النهائي بحضوره، في تأكيد على الدعم اللامحدود الذي تحظى به الرياضة السعودية من القيادة الرشيدة.

بدأ اللقاء بإيقاع سريع من الطرفين، لكنّ الاتحاد فرض سيطرته مبكراً، ورغم إضاعة كريم بنزيما فرصة خطيرة في الدقيقة 21 بعد عرضية متقنة، إلا أن اللاعب الفرنسي سرعان ما استعاد تركيزه، ليقود هجمات فريقه بثقة.

وفي الدقيقة 26، أتيحت فرصة محققة للنجم موسى ديابي، بعد تمريرة وضعته وجهاً لوجه مع الحارس، لكنه أطاح بها خارج الخشبات الثلاث، في لقطة أثارت دهشة الجماهير.

لكن الإصرار الاتحادي لم يخبُ، فجاءت الدقيقة 33 لتحمل الهدف الأول بتوقيع بنزيما نفسه، الذي ترجم عرضية ستيفن بيرجوين داخل الشباك ببراعة. ولم تكد تمر عشر دقائق حتى عزز الاتحاد تقدمه بهدف ثانٍ عبر حسام عوار، مستفيداً من ارتداد تسديدة بنزيما، ليودعها المرمى بثقة في الدقيقة 43.

ومع دخول الوقت بدل الضائع، قلّص القادسية الفارق من ركلة جزاء نفذها بيير أوباميانغ بنجاح في الدقيقة 45+6، لتعود المباراة إلى أجواء التنافس من جديد.

في الشوط الثاني، حاول القادسية العودة، لكن الاتحاد أدار المباراة بذكاء، معتمدًا على التمريرات القصيرة والضغط العالي، حتى جاءت الدقيقة 81 لتشهد نقطة التحول الكبرى، حين طُرد لاعب القادسية إزيكويل فرنانديز، بعد تدخل خشن، مما صعّب مهمة فريقه أكثر.

وقبل صافرة النهاية، عاد بنزيما ليؤكد أحقيته بنجومية اللقاء، بتسجيله الهدف الثالث لفريقه والثاني له شخصياً في الدقيقة 90+3، ليكتب نهاية المجد الاتحادي في ليلة خالدة.

لم يكن الفوز الاتحادي مجرد تتويج بالكأس، بل كان تجسيدًا لقوة التخطيط، وتوازن الأداء، وحسم التفاصيل. وبدعم جماهيري هائل، ورؤية فنية متزنة، نجح النمور في العودة إلى منصات الذهب، رافعين الكأس الغالية من يد سمو ولي العهد في مشهد يختصر قيمة الإنجاز وفخر الوطن.