المقالات

صديقك خَليلُك يوم القيامة

صديقك خَليلُك يوم القيامة

صديق أو خليل كلمتان مترادفتان، وإن كانت الأولى أكثر تداولًا، إلا أنها تصبح يوم القيامة “خليل” أو “أخلاء” بصيغة الجمع. قال الله تعالى: “الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ”.

 

الصديق أو الخليل مؤثِّر ومُتأثِّر، بمعنى (وبحسب شخصية هذا الصديق أو ذاك سِنًّا ونُضجًا ومعرفة وخبرة)، سيكون قدوة للآخر في تصرفاته، أسلوبًا وتعاملاً، ليُصبحا شخصية متماثلة في الأقوال والأفعال، وفي الأسلوب وغيره.

 

“الصاحب ساحب” كما يقول المثل العربي، وفي الحديث: “المرءُ على دينِ خليلِه، فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ”.

 

مكانة الصديق ليست في الدنيا فقط، بل وفي الآخرة، حيث يشفع الخليل لخليله يوم القيامة أو العكس. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله – في تفسير قوله تعالى ”(فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ)” –: “(فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا) أي: يوم القيامة (حَمِيمٌ) أي: قريب أو صديق يشفع له لينجو من عذاب الله أو يفوز بثواب الله”.

 

وهذا له علاقة بصلاح الفرد وقربه من أصحاب الاستقامة، أقارب وأصدقاء. فالصداقة وتمتين العلاقة بالقريب لها أبعاد اجتماعية وأُخروية، الأمر الذي يغفل عنه الكثيرون، فلا المال أو المراكز هي من يحدد الصديق، بل الصلاح أولًا، وبعده إن توفر مال أو وجاهة أو مركز وظيفي، فخيرٌ على خير، وإلا فلا.

 

الوالدان هما من يؤسسان لهذه العلاقة تربيةً وتعليمًا، فكلما قرب الأب أو الأم من أولادهما تنشئة وتعاملًا، استطعنا الوقوف على أرض صلبة، وصار لدى الولد أو البنت قدرة على معرفة الأمور والتمييز بين الطريق الصح والخطأ. وهنا ينجو الأولاد بتمسكهم بالمسار الصحيح، ويفوز الآباء بالثواب والجزاء من الله. قال تعالى: “وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”.

 

✍🏼عبدالله عبدالرحمن الغيهب