جازان - عبدالله مشهور 
"اليوم " التقيت  أحد أشهر بائعى البليلة في جازان  حيث يتوافد عليه الزبائن من كل مكان لتناول البليلة وبالتحديد في منتزه العين الحا رة ودوار الركوبة. 

وقد تناولنا الحديث مع "يحي علي مشهور" أو كما يطلق عليه الزبائن ((صديق المرابطين)) هذا اللقب الذي اطلقه عليه الجنود البواسل  ...  قال لقبوني بعد الجنود المرابطون على حدود الوطن وذلك لأنني أقوم بتقديم الشاي مجاناً لهم من بداية الحرب وإلى الآن وسأستمر إلى أخر يوم في حياتي.. لأنهم ستاهلون منا الكثير وأكثر.

وواصل "مشهور" حديثه قائلاً : بدأت في هذه المهنة من عشر سنوات تقريباً، حيث كانت حكاية التعليم عشق قديم وهواية كنت أتمنى تحقيقها  والحمدلله أن من الله علي بتحقيق الحلم حتى أصبحت أقرأ وأكتب.
أما أسباب إقدامي على هذا العمل فقد كنت أعيش ظروف جداً  صعبة... وبدأت العمل بوضع صعب جداً ولكن كان بداخلي إصرار وأمل بأنني سأنجح.

وكانت دعوات وتشجيع والدي رحمه الله ودعوات أسرتي وزوجتي وتوفيق الله تعالى في نجاحي وتحقيق أحلامي ، فقد تحملت معاناة الحر الشديد... وتعب البدايات الصعبة في مجال لايمكن أن تنجح فيه إلا بالوصول لرضى العميل لتضمن الرزق بعد توفيق الله...  وهذا ما وصلت إليه بفضل الله بعد مايقارب صبر عامين من الجهد والتعلم والاستمرار بجدول لا أعتقد أن يحتمله أحد إلا من كان بداخله عزيمة واصرار على التحدي والعبور...  والحمدلله هذا ما حصل... ووصلت لمرحلة أصبح شعاري فيها (ذوق...  واتحداك ماتشتري)  وأعتقد بأنه شعار قوي جداً... فيه نوع من التحدي والحمدلله دوماً انا من يكسب فيه هذا التحدي .

وأضاف: "البليلة هي الحمص وهو عبارة عن ألياف مغذية ويسهل الهضم ولها فوائد عدة صحية للجسم، مشيراً إلى أن الزبائن تختلف في طلبها على البليلة من شخص إلى آخر، فالبعض يطلب زيادة الحمر ، وآخر يطلب زيادة الشطة، وفي النهاية تختلف أذواق الناس ولكن طبق البليلة عناصره واحدة، رغم اختلاف السعر.

ومن ناحية أسعار البليلة التي يبيعها "مشهور" قال إن الأسعار لدينا متفاوتة وهي في متناول اليد وذلك لإرضاء رغبات الزبائن وسعر العلبة لا تتجاوز الخمسة ريالات، والزبون هو الذى يفصل في الطعم حسب تذوقه.

وأضاف بائع البليلة: "الزبائن على كل الأشكال منهم كبار السن  ومنهم الموظف ومنهم الشباب والصغار، الكل يجمع على حب طبق البليلة"
وقال إنني استفدت من هذه المهنة الكثير...  كتحسن دخلي وكسبت حب واحترام الكثير...  كبرت في أعين الناس...  محبة الناس... الصبر...  وحلاوة الرزق الحلال...  وأصبحت بين أهلي ومجتمعي مضرب للمثل أنني رجل  عصامي  تحديت كل الظروف والعقبات ولم أعرف المستحيل... ويكفيني أنني كسبت حب الناس وبنيت علاقات في هذا المجال هي الأجمل والأروع في حياتي.. ومدى رضاي عن محبة الناس لي ( وسام على صدري وتاج فوق راسي... ولهم في النفس مكان..  وفي القلب أماكن).

وأخيراً ختمنا لقائنا مع بائع البليلة العصامي " يحي مشهور" الذي يتمنى بأن يحصل على سيارة بيع لو بالتقسيط حيث قال من يستطيع مساعدتي في الحصول على سيارة بيع...  وأنا أعده بأن اقوم بتقسيطها إن أراد ذلك...  فأنا أعمل بدعامات في القلب وحاولت أن أحصل على سياره بيع لكنني لم استطع... طلب من صديق المرابطين...  ابومحمد..  شكرا لك ياغالي واستاذي الفاضل الكاتب الكبير والاعلامي عبدالله  مشهور. شكرا بحجم السماء
كلمتي الاخيره في هذا اللقاء الممتع اتوجه بالشكر لك أنت شخصياً..وللصحيفة  العريقة... والشكر بعد الله لكل لعائلتي... ولكل من وقف. معي في بداياتي..  ولكل أصدقاء وأحباب أبو محمد اللي عطوني الثقة بنفسي حتى وصلت إلى ماوصلت إليه الآن... كل الحب لكم وبكم أبدع وأستمر لأخر لحظة من عمري بإذن الله تعالى.