الاقتصاد

ارتفاع التصنيف الائتماني للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا إلى Aa1

ارتفاع التصنيف الائتماني للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا إلى Aa1

الرياض- متابعات - مريم الأحمد 

رفعت وكالة (موديز) للتصنيف الائتماني درجة تصنيف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا BADEA) إلى درجة Aa1 مع نظرة مستقبلية مستقرة، الأمر الذي يؤكد تميز المصرف بهيكل رأسمالي صحي ومتين، يتشكل معظمه من أموال خاصة مضافًا إليها بعض المصادر التمويلية الأخرى التي تم تكوينها عبر الاستدانة، ولكن بمعدلات منخفضة بالمقارنة مع إجمالي رساميل المصرف، وقد ترافق ذلك مع المحافظة على جودة عالية للأصول من خلال المحافظة المستمرة على تسجيل نسب متدنية للقروض غير المنتجة (المتعثرة) حيث بلغت 0.51٪ فقط من إجمالي محفظة القروض.

ويؤكد الترفيع المذكور تحسُّن وضعية السيولة وامتياز التمويل لدى المصرف، حيث ارتفعت نسبة الأصول السائلة عالية التصنيف مقابل صافي التدفقات النقدية الصادرة خلال الثمانية عشر شهرًا المقبلة من معدل 126% في عام 2022م إلى 190% في عام 2023م، واستمر هذا المعدل في الارتفاع ليبلغ ذروته أو حده الأقصى بنسبة 250% في نهاية الربع الأول من العام الجاري 2024م، وذلك بسبب حجم السيولة الإضافية التي نتجت من السندات التمويلية التي قام المصرف بإصدارها مؤخرًا. 

وقد استفاد امتياز التمويل الخاص بالمصرف من نجاح برنامج إصدار سندات متوسطة الأجل بعُملة اليورو، وكذلك من إطار التمويل المستدام الذي أعقبه الإصدار الافتتاحي في الربع الأول من العام الجاري 2024م الخاص بالسندات الاجتماعية بقيمة 500 مليون يورو في إطار البرنامج المذكور، ويطمح المصرف أن يمثل مصدرًا مرجعيًّا منتظمًا في أسواق السندات.

من جهة أخرى، فقد تم مؤخرًا تعديل النظام الأساسي الخاص بالمصرف من خلال إجراء بعض التحديثات -التي تم تبنيها بالإجماع من قِبل جميع المساهمين - لا سيما إعطاء الطابع الرسمي التعاقدي على رأسمال المصرف القابل للاستدعاء بقيمة خمسة مليار دولار أمريكي من ضمن هيكل رأس مال المصرف، هذا بالإضافة إلى الدعم التشغيلي الذي تَرافَق مع عملية انتقال مركز عمل المصرف، والذي يبرهن على الدعم القوي من قِبل المساهمين.

وحول ذلك قال الدكتور فهد بن عبد الله الدوسري رئيس مجلس إدارة المصرف: "إن الترفيع إلى درجة Aa1 سيمكِّن المصرف من الاستفادة من وضعية أقوى لاستقطاب الأموال بكُلَف تنافسية وبأسعار تفاضلية، ومن المؤكد أن هذه المصادر التمويلية سوف تساعد في تعزيز قدرات المصرف على مواصلة توجيه موارده نحو القطاعات ذات الأولوية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبالرغم من مرور 50 عامًا على ممارسة أنشطة المصرف المؤثرة في أفريقيا، فإن مهمته لم تكتمل بعد، وهذه المناسبة ليست سوى بداية جديدة، وبوصفنا مساهمين سنظل ملتزمين بمواصلة تعزيز مكانة المصرف الائتمانية والتنموية التي تضعه بإذن الله في مصاف المؤسسات الإنمائية ذات المستوى العالي على الصعيد العالمي".

من جانبه قال معالي رئيس المصرف الدكتور سيدي ولد التاه قائلًا: "إن درجة تصنيف Aa1 تؤكد على الوضعية الاستثنائية لرأس المال وسيولة المصرف في ظل التحديات والظروف الائتمانية الصعبة، كما تعكس النظرة المستقبلية المستقرة والتعزيز المستدام لقدراتنا المؤسسية، ولا يسع فريق العمل سوى الافتخار بهذا الإنجاز الاستثنائي الذي لم يكن ليتحقق لولا الثقة والدعم الاستثنائي الذي تلقيناه باستمرار من مساهمينا على مدى العقود الخمسة الماضية حيث كان المصرف يؤدي رسالته ويمارس نشاطه ودوره التنموي في أفريقيا".

ومن الجدير بالذكر أن المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا BADEA) قد تمكن ليس فقط من الوصول إلى نسبة قروض غير منتجة منخفضة جدا، ولكن حافظ عليها بالرغم من التحديات والبيئة الصعبة التي يواجهها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تتركز أنشطة المصرف في مجال القروض الإنمائية. وتنبغي الإشارة هنا أيضًا إلى أن الدول المساهمة في رأسمال المصرف - وهي دول عربية - لا يمكنها الاستفادة من عمليات الإقراض التي يمنحها المصرف؛ وذلك بموجب سياسة المصرف وهيكل حوْكَمته المؤسسية.

 

نبذة عن المصرف:

 

المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا BADEA) مؤسسة مالية تنمويَّة متعددة الأطراف مملوكة من قبل 18 دولة عربية (62% منها تمثل دول مجلس التعاون الخليجي)، وقد تأسس المصرف عام 1974م بهدف دعم وتعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والفني بين الدول العربية والأفريقية، والمقر الرئيس للمصرف هو مدينة الخرطوم عاصمة جمهورية السودان، ولكن نظرًا للأحداث المؤسفة والحرب التي شهدها السودان الشقيق في شهر أبريل عام 2023م - وما زالت مستمرة حتى الآن - فقد انتقل المقر الرئيس للمصرف إلى مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وحظي بالدعم الكبير من حكومة المملكة.

هذا ويحتل التأثير الاجتماعي أولويات المصرف واستراتيجيته حتى عام 2030م، ولتحقيق رسالته يلعب المصرف - بشكل أساسي - دورًا محفزًا، ويقدم العديد من الأدوات المالية المؤثرة التي تتمثل في القروض السيادية وبشكل أساسي تمويل البنى التحتية، والتجارة وتنمية القطاع الخاص، وتطوير سلاسل الإمداد الزراعية، وريادة الأعمال، وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما يقدم المصرف أيضا منحًا غير قابلة للاسترداد لبناء القدرات؛ وذلك بهدف دعم المشاريع الإنمائية الرئيسة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والتي تتماشى مع رسالته والأولويات العليا للمستفيدين.