المحليات

الختم في الثقافة السعودية.. إثباتٌ للشخصية ورمزٌ للاعتماد

الختم في الثقافة السعودية.. إثباتٌ للشخصية ورمزٌ للاعتماد

أقلام الخبر 

يحمل الختم في المملكة رمزًا ثقافيًا وطابعًا اجتماعيًا، ويشغل مكانةً أشبه بالبصمة الشخصية، قبل أن يتعرّف الناس على التوقيع بالحبر أو بأسمائهم، ويمثل ذلك شاهدًا قانونيًا ورسميًا في تعاملاتهم وتسيير أمور حياتهم.

 وفي حديث لوكالة الأنباء السعودية (واس) يؤكد ممتهن نقش الأختام في سوق المنطقة التاريخية بالطائف عبدالحي بن أحمد النهاري، الرمزية العالية للختم في المجتمع وتجسيد هوية صاحبها من خلال الاسم المنقوش، أو الرموز التعبيرية التي تدل على الانتماء أو الصفة أو الجهة.

 وأوضح النهاري، أنه ورث مهنة النقش من والده الذي يمتهن صناعة حرفة الأختام قبل نحو 100 عامٍ، حيث تعلّم سلاسة الحفر ومرونته على: النحاس، والفضة، والذهب، والحجر، في وقت لم تكن فيه التوقيعات شائعة، وكان يُعتمد على الختم لإثبات المعاملات قانونيًا واجتماعيًا، مشيرًا إلى أن الرمز المنقوش في الأختام بات يوقّع بالنيابة عن صاحبه، ويُعتمد رسميًا، مما جعله شاهدًا أوليًا على الاسم، ووسيلة إثبات معترفًا بها إلى اليوم.

 وسلَّط النهاري الضوء على أبرز أشكال الأختام القديمة ما يُعرف بـ "الخاتم الختمي"، وهو خاتمٌ معدني يُنقش عليه اسم الشخص أو رمزه، ويُستخدم في الختم على: الطين، أو الشمع، أو الورق،

وغالبًا ما يُصنع من النحاس، أو الفضة، وتُعرض بعض هذه النماذج اليدوية في الأسواق الشعبية، وتُلبس كخواتم تدمج بين الوظيفة التوثيقية والرمزية الشخصية؛ لتجسّد حضور الاسم في قالب منقوش.

 من جانبه، أشار المؤرخ عيسى علوان إلى أن الختم يُعد عبر التاريخ العربي وسيلة التوثيق الأولى قبل القلم والورق، واستُخدم لإضفاء الشرعية على التعاملات والعقود، مبينًا أن استخدامه يعود إلى آلاف السنين، حيث مثّل الختم حارس الهوية في فترات ما قبل التحديث الإداري، وكان يؤدي دورًا أساسيًا في الحياة العامة، إذ اعتمد عليه في إبرام العقود، وتوثيق الوصايا، والمكاتبات الرسمية وغيرها، موضحًا أن استخدام الأختام الشخصية مازال قائمًا إلى يومنا الحاضر، خاصة في الدوائر الرسمية، بوصفها جزءًا أصيلًا من منظومة التوثيق في الثقافة السعودية

IMG_20250810_125029