المحليات

المعمرة شريفة عسيري.. قصة وفاء وإخلاص تنتهي برحيل مؤثر

المعمرة شريفة عسيري.. قصة وفاء وإخلاص تنتهي برحيل مؤثر

عسير - أحمد الخبراني 

في مشهد مفعم بالوفاء والتضحية، ودع الوطن المعمرة شريفة عسيري، التي ارتبط اسمها بحكاية ملهمة عن الإخلاص لابنها ولوطنها، تاركة وراءها إرثاً من القيم الإنسانية النبيلة.

 

كانت شريفة، التي تجاوزت المئة عام، رمزًا للوفاء الأمومي النادر. كرّست سنوات عمرها لرعاية ابنها، الذي كان يعاني من إعاقة جسدية، حتى غدت قصتها نموذجًا يحتذى به في الصبر والتفاني. ورغم تقدمها في السن، لم تتخلَّ يومًا عن مسؤوليتها، مقدمة درسًا عظيمًا في التضحية والحب غير المشروط.

 

لم يقتصر إخلاص شريفة على ابنها فحسب، بل امتد ليشمل حبها لوطنها. عُرفت بحرصها على غرس قيم الولاء والانتماء في نفوس أفراد أسرتها وأحفادها، وكان لها دور فعال في نشر قيم الخير والمساهمة في دعم مجتمعها المحلي.

 

وبرغم صعوبة حياتها ومعاناتها مع كِبر السن، كانت شريفة تعيش بروح إيجابية وتستقبل الحياة بابتسامة صادقة. يوم وفاتها، أحاط بها أقاربها الذين حملوا إرثها بكل فخر واعتزاز. و وُريت الثرى في قريتها الصغيرة وسط حشد كبير من محبيها الذين جاءوا لتوديع “أم الوفاء”، كما كان يُطلق عليها.

 

قصة شريفة عسيري ستبقى خالدة في ذاكرة من عرفها، ملهمة للأجيال القادمة بأن الوفاء والتفاني قيم لا تنضب، وأن الحب الحقيقي يمكنه أن يتحدى الزمن والصعاب، ليبقى نورًا ينير طريق الأجيال المقبلة.