المحليات

مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي.. منارة سعودية تضيء العالم

مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي.. منارة سعودية تضيء العالم

الظهران -أقلام الخبر 

أعاد مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالظهران، منذ انطلاقة برامجه وأنشطته المتنوعة رسم خارطة ثقافية جديدة على مستوى المملكة، واسمًا عالميًا مشاركًا في صناعة الأحداث والمناسبات الكبرى في الشأن المعرفي الثقافي والعلمي والأدبي.

 وعمد المركز منذ انطلاق باكورة برامجه وأنشطته إلى استقطاب كل ما هو ثري وتقديم كل ما هو مميز؛ ليشهد نقلات نوعية كبيرة دونتها ست سنوات منذ افتتاحه للعامة في 2018م، ليستقطب أكثر من ستة ملايين زائر من جميع الجنسيات ليسهموا في تحقيق رسالته في تعزيز التواصل الحضاري والثقافي مع العالم، وأن يكون وجهة ثقافية عالمية ويصنف ضمن الـ100 موقع يستحق الزيارة في العالم وفقًا لمجلة تايم الأمريكية.

 وينفذ المركز تجارب متنوعة؛ بهدف تشجيع المواهب المحليّة وتقديمها للعالم، من خلال 6000 برنامج سنوي يستقطب جميع فئات المجتمع، فيما أسهم في تمكين أكثر من 15 ألف متطوع ومتطوعة لتحقيق أكثر من 750 ألف ساعة تطوعية، كما قدّم المركز 300 رائد إبداعي و650 ألف ساعة تعليمية.

 ونجح "إثراء" في أن يكون سفيرًا للثقافة السعودية من خلال برامجه التي وصلت 100 مدينة حول العالم واستفاد منها 700 ألف زائر، التي استهدف من خلالها إظهار الصورة المشرقة للوطن، ضمن جهود المملكة في ترسيخ علاقاتها ومكانتها الإستراتيجية عالميًا، وفي سبيل وضع بصمة لكل فنان ومثقف ومبدع في المملكة.

 واستطاع أن يصل للعالم من خلال دعمه للمحتوى المحلي وتمكين إنتاجه، ليكون (إثراء) منصة لعرض المحتوى المحلي والعالمي، حيث عُرضت آلاف المحتويات الثقافية والمعرفية والإبداعية والفنية من مختلف بقاع العالم في فترة وجيزة، وأمسى المركز أكبر ممكّن لصناعة المحتوى في المملكة؛ عبر تطوير منتجات المحتوى الثقافي والمحلي، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إنتاج المحتوى عبر مبادرة إثراء المحتوى العربي وغيرها من المبادرات.

 وأسهم "إثراء" في إيجاد حراك ثقافي سعودي عالمي من خلال إنتاج ودعم أكثر من 40 فيلمًا بين درامي ووثائقي ضمن برنامج دعم الأفلام، علاوة على دعم 10 مشاريع في قطاع التقنية الغامرة، وإنتاج 40 كتابًا و1000 مادة ثقافية، وتقديم 120 مشروعًا فنيًا وإبداعيًا إلى جانب 106 مشروعات صوتية.

 ويضم المركز حاليًا مرافقًا أصبحت وجهات بحد ذاتها، فالمكتبة باتت واحدة من أهم المكتبات العامة على مستوى العالم بـ300 ألف كتاب، ومقصدًا لكثير من الزوّار من مختلف أنحاء العالم، مع وجود أول متحف للطفل في المملكة يقدم برامج متخصصة ونوعية له، كما يحظى المسرح بتصميمه الأوبرالي أهم العروض العالمية والمحلية على مدار العام وبأكبر نسبة تفاعل مع عروضه على مستوى العالم.

 وأوضح مدير الخدمات التقنية المهندس عبدالله البقمي خلال حديثه لوكالة الأنباء السعودية "واس"، أن المركز يمثل أيقونة هندسية، بتصميم معماري فريد يمزج بين الحداثة والهوية، فقد شملت منظومته بنية تشغيلية متطورة، تتطلب عناية دقيقة للحفاظ على تكاملها وتجدّدها.

 وأكّد أن سلامة الزوّار والعاملين تأتي على رأس أولويات المركز، إذ حرصوا على تطبيق أفضل الممارسات العالمية المستخدمة في كبرى الوجهات الثقافية والسياحية، بما يعزز من سلاسة التجربة وراحة المستخدم، حيث جرى تجهيز المركز بأنظمة إنذار مبكر ترتبط مباشرة بمراكز المراقبة والتحكّم.

 وأشار المهندس البقمي إلى البيئة والدعم الذي يوفره المركز لذوي الإعاقة وفق معايير ومتطلبات حققت احتياجات تلك الفئة، عبر منحهم خدمات تضمن حقوقهم كالتنقل والمرافق ومواقف السيارات ودعم خدمات المركز بلغة برايل لتسهيل أساليب القراءة للمكفوفين وضعاف البصر، مبينًا أن ممارسات السلامة لم تقتصر على سلامة الحضور فقط، بل امتدت لتشمل سلامة الموارد وكفاءة استهلاك الطاقة، ضمن رؤية شاملة للاستدامة، إذ تعتمد المرافق على أنظمة ذكية للتحكّم في التكييف والإضاءة، تُدار بناءً على مستويات الإشغال الفعلية في المبنى، مما يقلّل الهدر ويزيد الكفاءة.

 وبين أن المركز نال شهادات مرموقة عدة في مجال الاستدامة، من أبرزها: شهادة "مواءمة" لتطبيقه إستراتيجية المملكة لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وشهادة "مستدام" من المستوى الماسي، كأول مشروع في المملكة يحصل عليها لتشغيل وصيانة المباني، إلى جانب شهادة LEED العالمية لتشغيل وصيانة المباني القائمة من المستوى الذهبي، وجائزة الملك عبدالعزيز للجودة مؤخرًا في دورتها السابعة على المستوى الفضي لمنشآت القطاع الخاص، وغيرها العديد من الشهادات التي تؤكد الوصول إلى أعلى مستوى من الجودة والتنمية، في الخدمات المقدمة والعمليات التشغيلية بصورة عامة.

 الجدير أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) شُيد - بمبادرة أرامكو السعودية - بالقرب من الموقع الذي اكتُشِف فيه النفط بكميات تجارية لأول مرة في "بئر الخير"؛ لما لهذه البئر من رمزية عالية ودلالة اقتصادية، جرى اختيار هذا المكان موقعًا لـ"إثراء" ليكون سيرًا لدلالة ثقافية ورمزية نحو التغيير.