المحليات

📸 عدسة أقلام الخبر | حراج ابن قاسم الجديد… حين يلتقي عبق الماضي بتنظيم الحاضر

📸 عدسة أقلام الخبر | حراج ابن قاسم الجديد… حين يلتقي عبق الماضي بتنظيم الحاضر

الرياض – أحمد الخبراني

كما هي عادة عدسة أقلام الخبر في كل سبت، تواصل جولاتها الميدانية بين تفاصيل المدينة وحكايات الناس، وفي هذا السبت قادتنا العدسة جنوب العاصمة الرياض، وتحديدًا إلى حراج ابن قاسم الجديد على طريق الدار البيضاء؛ وجهة لم تعد تكتفي بدورها التقليدي كسوق للبيع والشراء، بل تحوّلت إلى تجربة متكاملة تعكس كيف يمكن للأسواق الشعبية أن تتطوّر دون أن تفقد روحها.

IMG-20251213-WA0019

منذ الوصول، يفرض المكان حضوره؛ مبنى حديث، تنظيم واضح، وممرات واسعة تمنح الزائر راحة في التجوّل وسلاسة في الحركة، في مشهد يؤكد أن الحراج العريق دخل مرحلة جديدة تليق بتاريخه ومكانته في ذاكرة أهل الرياض.

IMG-20251213-WA0020

وأنا أمشي بين الممرات، لم تكن البضائع أول ما استوقفني، بل تفاصيل المكان ذاته؛ نظافة لافتة، بسطات مرتبة، ومحلات مصطفة بعناية. توقفت لحظة، لا بدافع الشراء، بل للتأمل… كيف استطاع هذا الموقع أن يجمع بين بساطة الماضي وأناقة الحاضر دون أن يتنازل عن هويته. هنا، بدا الحراج مساحة للدهشة قبل أن يكون سوقًا، فكانت العدسة حاضرة لتوثّق مشهدًا لا يحتاج إلى شرح بقدر ما يحتاج إلى رؤية.

IMG-20251213-WA0022

تنوع المعروضات أضفى على المكان حياة إضافية؛ أثاث مستعمل، أدوات منزلية، قطع تراثية، أجهزة، وملابس أطفال، ومقتنيات تحمل في تفاصيلها قصص أصحابها. كل زاوية تحكي حكاية، وكل بسطة تمثل شريحة من المجتمع، في لوحة تعكس بساطة الحياة وتكافلها.

وخلال الجولة، التقت عدسة أقلام الخبر بـ«أبو فهد» أحد المتسوقين، الذي قال وهو يتفحص إحدى القطع: «نجي حراج ابن قاسم من زمان، لكن اليوم التجربة مختلفة. المكان مرتب ومريح، وتلقى اللي تبيه بدون عناء.» كما التقت بـ«أم ياسر» ربة منزل، أشارت إلى جمال المكان، قائلة: «الأسعار هنا مناسبة، والمكان نظيف، وصرت أجي وأنا مطمئنة حتى مع أولادي.» وفي زاوية أخرى، التقت العدسة بالشاب بدر، الذي كان يوثّق بعض المشاهد بعدسته، وقال: «المكان كنز بصري تنوّع الزوار من مختلف الجنسيات وتنوع البضائع يعطيك لقطات جميلة للاحتفاظ بها.

IMG-20251213-WA0023

حراج ابن قاسم الجديد لم يعد مساحة اقتصادية فحسب، بل أصبح فضاءً اجتماعيًا مفتوحًا؛ تُستعاد فيه الذكريات، وتلتقي فيه فئات المجتمع، وتُصنع فيه حكايات صغيرة تتجدّد كل يوم. مزيج التنظيم الحديث والروح الشعبية قدّمه كنموذج لسوق يواكب تطور المدينة دون أن ينسى جذوره.

غادرت عدسة السبت المكان، لكن المشهد ظل عالقًا في الذاكرة؛ أصوات الباعة، ضحكات المتسوقين، وروائح القهوة المتنقلة… تفاصيل بسيطة، لكنها كافية لتؤكد أن لحراج ابن قاسم حكاية لا تنتهي، تبدأ مع كل صباح وتُروى بوجوه الناس.