
بقلم: فلاح بن علي الزهراني
تشكل معضلة تنقل الموظفين- في القطاعين العام والخاص- مشكلة كبيرة تتسبب في معاناة مستمرة لما يترتب على ذلك من إرهاق وتعب تؤرق حياة الموظف وتستنزف طاقاته، وبالتالي تضعف إنتاجيته، كما تعد مهددًا لحياته، سيما في طريق العوده؛ بعد أداء عمل شاق يستنزف تركيزه وقدراته!
ولا شك أن الأمر يتفاقم كلما بعدت المسافة، كأن يكون العمل في مدينة والسكن في مدينة أخرى، كجدة ومكة مثلًا، غير الأعباء المالية المترتبة على مصاريف المركبة من وقود أو صيانة، وقد يُستغني بالقطار عن امتلاك السيارة لمن لا يستطيع شراءها لضيق ذات اليد!
ولأن الخطوط الحديدية( سار) تعد إحدى وسائل النقل الحديثة التي تقدم خدمة جليلة، بل وتعد قفزة حضارية كبرى في تاريخ المملكة المعاصر، إذ الأصل فيها تيسير التنقل على المواطن والزائر للمملكة، كخدمة سريعة واقتصادية ذات جدوى للمستفيد والمشغل على حدٍ سوا، تضمن الوصول السريع والآمن مع الراحة والرفاهية مقارنة بالسيارات.
ومما يؤمل أن تتبنى( سار) وضع خيارات للإشتراكات الشهرية أو السنوية، وللموظفين بصفة خاصة، لما لذلك من انعكاسات إيجابية تتمثل في:
* الإسهام في تخفيف معاناة الموظفين جراء التعب والإرهاق الجسدي والنفسي، ودرء ما يترتب على ذلك من حوادث لا قدر الله.
* أن تقدم خدمة الاشتراكات المخفضة كنوعٍ من التحفيز والمكافأة للموظفين، لما فيها من ترشيد وتوفير لمصاريف التنقل ومترتباتها.
* ضمان موارد شهرية أو سنوية لمقدم الخدمة نتيجة للاشتراكات الثابتة، مع تزايد الأعداد تبعاً للمنفعة يوما بعد يوم.
* تشكل تلك البادرة إسهاماً في الحد من الكثافة المرورية التي تحدث غالباً في المواسم ووقت ذروة الدوامات، إضافة لخفض الانبعاثات الكربونية بما يحقق رفع مستوى الاصحاح البيئي.
* الإسهام في تحقيق السلامة للجميع، وذلك بالحد من الحوادث المرورية التي غالباً تحدث نتيجة الإرهاق ومغالبة النعاس على قائد المركبة، وبالتالي فقد السيطرة وحصول ما لا يحمد عقباه، سيما في الأعمال التي تستنزف طاقات الفرد وقدراته.
* ولعل ما يحقق التكامل أيضاً لمزيدٍ من الخدمة للمستفيد، أن يتم عقد شراكة مع إحدى الشركات المشغلة للنقل داخل المدن، أو التي تعمل بنظام التطبيقات؛ كأوبرا أو التأكسي، وغيرها.
خلاصة القول:
بما أن الاشتراكات الشهرية والسنوية معمول بها في كثير من دول العالم، لتحقيق مزيد من السلاسة والديناميكية التي تسهل التنقل بتكلفة أقل وميزات أكبر، الأمر الذي يدعو شركة الخطوط الحديدية الوطنية ( سار) لتحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها، لتكون جزءًا من الحل، وبما يسهم في خدمة الصالح العام؛ سلامة الموظف، ونمو وكفاءة القطاعات التي ينتمي إليها!
(0) التعليقات
لا توجد تعليقات