المجتمع

تُرجمت إلى 35 لغة ووصلت للملايين في العالم.. السديس في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: الإسلامُ ينبذ العنف ويحقق الوئام..

تُرجمت إلى 35 لغة ووصلت للملايين في العالم.. السديس في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: الإسلامُ ينبذ العنف ويحقق الوئام..

مكة المكرمة - ليلى الشيخي 

 أكد معالي رئيس الشؤون الدينيّة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام:أنَّ مَنْهَج المسلم عند حلول الفتنِ الاتجاهُ إلى الله بالدعاء، وكثرةُ التوبةِ والاستغفار، وعدمُ الخوض في ما لا يعنيّه ، وردّ الأمر إلى أهله، مشيرًا إلى أن التأمل والتدبُّر في حوادث الأيام وتعاقبِها مَطْلَبٌ شرعيٌّ وأمرٌ إلهيٌّ، مستدلًا بقول الله جلّ وعلا: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف: 111].

 

(العام الجديد يذكّرنا بالنصر والتمكين)

وأشار معاليه: إنَّ استهلال عام هِجْرِيٍّ جديدٍ لِيُذَكِّرُنَا بأحَدَاثٍ عَظيمة جليلة، كان فيها نَصْرٌ وتمكين، وعِزٌّ للمُرْسَلين والمؤمنين، تَبْعَثُ في النَّفْسِ التفاؤل والأمل، وحُسْنَ الظَّنِّ بالله مع إتقانِ العَمَل.

 

(قصة موسى وهجرة المصطفى وعاشوراء)

وأضاف قائلًا: "إنها قصة موسى عليه السلام، وهجرة المصطفى سيد الأنام عليه أفضل صلاة وأزكى سلام، وعلى قَدْرِ اليقين الرَّاسِخ والإيمان الثابت لنبي الله موسى عليه السلام كانت الإجابة الفوريّة ، فأغرق الله فرعون وقومه جميعًا، وكان ذلك في يوم عاشوراء، فكانت نِعْمَةً عظيمة على موسى ومن آمن معه من بني إسرائيل.

(أحسنوا الظنّ بربكم وخُذوا من القصص الدروس والعِبر) 

وأوضح معاليّه قائلًا: "صام موسى عليه السلام هذا اليوم شكرًا الله تعالى، وصامه بنو إسرائيل، وهكذا تحقّق النصر المبين والعاقبة للمتقين، فأحسنوا الظن بربكم -عبادَ الله-، وخُذوا من تلك القصص والأحداث والأنباء، الدروسَ والعِبَر.

 

(نحن أمَّةٌ لها تاريخٌ وحضارةٌ على مرِّ الأيام وتعاقُب الأعوام) 

وأشار معاليه : أن في حدث الهجرة النبوية ما يُقَرِّرُ هذه السُّنة الشرعيّة والكونيّة ، ولهذا كان من أهميته أن أجمع المسلمون في عهد عُمر رضي الله عنه على التأريخ به اعتزازًا بالهويّة الدينيّة والتأريخيّة والوطنيّة ، مما ينبغي اقتفاء أثره والاعتزاز به، فنحن أمَّةٌ لها تاريخٌ وحضارةٌ ورسالةٌ على مرِّ الأيام وتعاقُب الأعوام.

 

(الإسلامُ يدعو إلى نبذ العنف وتحقيق الوئام)

وأكد معاليّه :إن الإسلامُ يدعو إلى نبذ العنف وتحقيق الوئام، والتفرُّغ للبناءِ والإعمارِ، والتنميّه والإبهارِ، والبُعْدِ عنِ الخراب والفساد والدَّمار، فما أحوج الشعوب إلى نَبْذِ الحروب، وما أحوج البلاد والعباد إلى الأمن والسلام والرشاد.

وتَرجمت رئاسة الشؤون الدينيّة خطبة الجمعة، لأول مرة في المسجد الحرام، إلى 35 لغة؛ حيث حققت الخطبة مخرجات إثرائيّة مليونيّة استمع لها وشاهدها وتابعها الملايين في أصقاع العالم.

يُذكر أن ترجمة خطبة الجمعة تُعد من الأهداف الاستراتيجيّة لإيصال رسالة الحرمين الوسطيّة للعالم، فضلًا عن خدمة الزائرين والقاصدين دينيًا بلغاتهم المتباينة.