منوعات

من أنا 

من أنا 

 

"أنا أطير... لكن، كيف أطير؟"

كيف أطير وأنا مقيّد بسلاسل تشدّني، تمنعني من الحركة، من الطيران، من السير؟

أين أنا؟

فهذه الأرض ليست أرضي... وهذه السماء ليست سمائي.

أأنا طائر؟ أم إنسان؟ أم شيء آخر لم أعد أُدركه؟

 

أنا في ضياعٍ مستمر.

لا أعرف من أكون... فكيف أقبل حياةً لا أفهمها؟ كيف أعيشها وأنا لا أعيش فيّ؟

 

إن كنت طيرًا، فأين جناحي؟

لماذا لا أُجيد الطيران كباقي الطيور؟

وإن كنت إنسانًا، فلماذا لا أعيش كباقي البشر؟

ألست أحمل جيناتهم؟ ألست أملك دمًا أحمر يجري في عروقي كما يجري في عروقهم؟

 

أسئلة تسحبني إلى الأعماق... وأخرى تعيدني إلى السطح.

أنا أقف أمام نفسي وأُحدّثها، لكنها لا تجيب.

أتراها تجهل الجواب؟

أم أنها ترفض أن تُجيب؟

 

كيف أُكمل حياتي وأنا غارق في هذا الضياع؟

كيف أسمع صوتًا في داخلي يقول:

"أنت إنسان... من حقك أن تعيش، أن تحلم، أن تتمنّى، أن تكون!"

لكن، كلما اقتربت من نفسي... أجدني أبعد.

 

أتُراها عيبٌ فيّ؟

أم في هذا الزمن الذي لم أعد أفهمه؟

كيف لي أن أُحدد من أكون؟

 

أريد أن أطير...

أكسر هذه القيود... هذه السلاسل التي أصبحت كأنها أساورٌ وخلاخل، تُزيّن معاصمي وقدمي، لكنها في الحقيقة تسجني.

 

أنا من؟

أأنا طير بلا ريش؟

أم إنسان لا يُجيد لغة البشر؟

لا يُجيد السير في طرقهم؟

 

ربما هذا حلم...

وربما أنا داخل حلم شخصٍ آخر، يُريدني أن أعيش هذا الضياع ليغرقني أكثر.

 

لكن...

ها أنا أقف!

نعم، أقف على قدميّ كطفلٍ يتعلم المشي لأول مرة... خائفًا من السقوط، لكنه يُجرّب.

وإن سقط، يُحاول من جديد.

 

وقفت...

ونجحت.

وعرفت من أكون.

 

أنا إنسان

كره القيود المفروضة عليه.

كره القوالب التي لم يُصنع لها.

كره السلاسل التي تُعيقه،

لكنه حين أراد أن يتحرّر، كسرها!

 

واكتشف أن المفتاح لم يكن أبدًا عند غيره...

بل كان في يده هو.

 

أنا من يقرر:

أكون كما يُريدون؟

أم أكون كما أريد أنا؟

 

✍🏼موسيه العسيري