
بقلم: فلاح بن علي الزهراني
"الذي ماله أول ماله تالي" عبارة ترسخ في الوعي الجمعي قيمة الأصالة، الانتماء، الاعتزاز، تؤكد أهمية المرجعية التي يحتكم إليها الفرد والمجتمع كضابط لحياتهم؛ سلوكا ومنهج حياة.
ونحن- المجتمع السعودي- لدينا من الإرث الديني والمجتمعي والثقافي ما يعزز الانتماء لهويتنا، الاعتداد بقيمنا، وعاداتنا، برصيدنا الفكري والأدبي، والأهم وعينا وإدراكنا المكين، الذي يجعلنا أكثر تمسكاً بثوابتنا، بأصولنا الراسخة، بمبادئنا، بكل ما ينتمي لديننا وقيمنا، ولتقاليدنا السعودية النبيلة التي نتوارثها جيل بعد جيل؛ اعتزازاً بحضارتنا التي لا تنفك عن عاداتنا المشرفة التي تجعلنا دائما في موضع الإشادة؛ مثلًا أعلى في الكرم والسخاء والوفاء، الشيم والأخلاق الفاضلة، كما تعمق القيم العليا التي هي مدار الإيثار والتضحية والبذل والعطاء، تلك السجايا والخلال الحميدة تشكل رابطة قوية توثق عُرى المجتمع؛ اعتزازاً وانتماءً، كجسدٍ واحد؛ بقلب وعقل وفكر متسق، في وحدة متفردة تحت راية التوحيد الخالص؛ لا إله إلا الله محمد رسول الله، وفي ظل قيادة حكيمة، وتوجه ثابت؛ لبناء الوطن ونمائه، والعمل على رقيه وأزدهاره!
إن التمسك بالثوابت وفقًا للأطر المجتمعية السائدة يشكل قوة وتلاحماً وصلابة وثباتاً، ويقيناً صادقا بأن تميزنا وعزنا وفخرنا، بل تقدمنا يكمن في تلك العقيدة التي تجعلنا في مأمن من أن نتماهى أو تذوب شخصيتنا في خضم طوفان جارف يحمل سموما وملوثات سمعية وبصرية من مخلفات الشعوب المنفصلة عن إنسانيتها، والتي توجه سهامها قصداً لسلخنا من كل ما ينتمي لهويتنا وأصالتنا وانتمائنا؛ لإغرائنا وإغوائنا وسحبنا وسحقنا لنلحق بركبهم المشؤوم، وبؤسهم المغلف بالوعود الزائفة، الأمر الذي يدفعنا لأن نكون أكثر وعياً، بمتطلبات المرحلة لمواجهة تلك الخطط والبرامج والاستهدافات الحاقدة، للنيل من أبجدياتنا الأخلاقية التي تربينا عليها، وذلك بالتترس بالمنهج القويم؛ صراط الله المستقيم الذي جعلنا أسوياء أنقياء، شيمًا وقيمًا!
نحن- بوعينا- نتمتع- بفضل الله- بحصانة قوية تجعلنا في موضع أمان من أن تهتز تلك القيم أو نميل عنها قيد أنملة، لتظل حاضرة في ذاكرة الاجيال، متوارثة حيَّة معاشة؛ امتثالًا وطنيًا، وسلوكًا مجتمعيًا مدنيًا، وممارسة معتادة بضابط متزنٍ في كل مناحي الحياة، قوامه وسطًا، لا إسراف ولا تبذير، لا إفراط ولا تفريط.
ولقد مكن الله- تعالى- لنا في هذا الوطن العظيم قيادة عظيمة؛ بعظمة هذه الأرض المباركة وشعبها الأبي، قيادة من نبت هذه الأرض؛ أصلا ومنشأ، وهذا ما جعلها تحرص كل الحرص على تثبيت تلك القواعد والأصول لتكون متراساً ومتكأ يعتمد عليها في ضبط حياة المسلم؛ كمعيار على الإلتزام الطوعي والإعتزاز المتمكن الذي يحقق التوازن والثبات، كما يربأ بالناشئة عن التقليد والإنجراف الذي مؤداه الأنفصام عن تاريخ وجغرافيا الوطن بعمقه وعصمته وأصالته.
"عزنا بطبعنا" ليس مجرد شعار، بل هو قاعدة راسخة تؤكد الفخر والسؤدد، كما تؤكد الاستقلالية والمنعة، والاعتزاز بقيمنا الأصيلة؛ المنبثقة من الدين والعادات المتوارثة، والتي تعكس النزاهة والنبل والأخلاق الفاضلة، والسلوك الحسن علما وتعاملا، بوعي وإدراك بأن أبائنا وأجدادنا كانوا هم القدوة المثلى منذ بزوغ فجر الإسلام، وحتى فيما أقره من العادات والتقاليد العربية النبيلة؛ كالكرم والشهامة، واحترام الجار، ومساعدة الملهوث، ونجدة المحتاج، والتعاون والعطاء وغيرها، من تلك التي عدتها ابنت حاتم الطائي كشاهد على أنه القيم فخر العربي ومصدر شهرته وعزه وتخليد ذكره.
ختامًا:
التهاني والتبريكات لقيادتنا الأبية ولوطننا وشعبنا بهذه الذكرى الجميلة التي تأتي لتؤكد صدق الانتماء، ولتعمق التلاحم، وحب الوطن والفخر بالمنجزات، ولتجدد الولاء والوفاء لقيادتنا ولحكومتنا. كما هي شكر لله على أن رزقنا لنا وطنًا آمنًا، ونعمًا تترى، وقيادةً حكيمة ترعى مصالح البلاد والعباد!
اليوم الوطني فخر وعز
(0) التعليقات
تسجيل الدخول
لا توجد تعليقات